يحدث أحياناً أن
يزهد فينا من نحب ، ويزهد فينا مانريد من أمنيات وأحلام ، بسبب وبدون سبب !
أن يزهد فيك من
تحب ألم ليس كأي ألم ، ووجع لايرجى برؤه ، وجرح لا يلتأم ..
وأشد ألماً أن
يزهد فيك حلمك ، الذي ما فتأ يراودك صباح مساء ..!
والسؤال الذي يرد
ما سبب ذلك ؟
والإجابة على هذا
السؤال صعبةٌ بصعوبة السؤال نفسه ، ومما يطمئن النفس ويهدئ الروع ، ويصرف وساوس
الشيطان أن تتذكر أن لله في كل ما يحدث لك حكمة بالغة ، ولنا فيما يحصل مصلحه
كبيره اختارها اللطيف بنا ..
كنت قبل يومين
استمع لسورة يوسف عليه السلام وعند قوله تعالى : ( وكانوا فيه من الزاهدين )
، توقفت كثيراً وكأنني اسمعها لأول مرة ،
سمعتها فتذكرت نهاية القصة والمنزلة
العظيمة التي بلغها يوسف عليه السلام في
الدنيا والآخرة ..
نعم كانوا فيه من
الزاهدين ، وأصبح عزيز مصر !!
الحقيقة أن هذه
الآية نقلتني من مشاعر اليأس إلى بحر من الأمل ، ومن وحل الطاقة السلبية إلى حقول
من الطاقة الإيجابية ..
حقيقة الذي يتأمل
سورة يوسف يتعجب من كل آية ، ومن جمال القصة التي لاتمل النفس من تكرارها ولا
تأملها مرة بعد مرة ، أدب يوسف عليه السلام مع ربه ومع خلقه لا يوصف ، وحسن ظن
يعقوب عليه السلام فوق ما يتصور ، وفضل الله أعظم من كل شيء ، ولطفه يظهر في كل
أمر ..
لذا يا أخيّ ويا
أخيه ..
إياك أن يغلبك
الشيطان فتسيء الظن بربك ، ولا أن تخدعك مسارات أمورك حالياً لتسخطك من حكم ربك ،
قد نتعثر اليوم وغداً ولكن لنا في بعد غدٍ أمل كبير ، ولنا في ربنا حسن ظن يجب أن
نتحلى به ، فربنا حقق لكثير من أنبياءه
أمور في نظرنا من المستحيلات ، ولا يزال
فضله واسع وخيره عظيم لمن صدق معه ولك في
قصص الأنبياء عبرة ، كزكريا وإبراهيم وأيوب وغيرهم صلوات الله وسلامه عليهم أجمعين
، ولا سبيل لإدراك هذا الأمر إلا بتدبر
القرآن وتلاوته أناء الليل وأطراف النهار
، والإلحاح على الله في الدعاء بما نريد، فيهنأ القلب وتسكن الروح رضا بما قضى رب العالمين وأمل فيما عنده من الخير الكبير ..
ختاماً ..
يقول الشيخ صالح
المغامسي :
( من استعان بالله
وفقه وسدده وأعانه في جميع شؤون حياته ، [
والذين جاهدوا فينا لنهدينهم سبلنا ] )..
وفقنا الله وإياكم
لطاعته ، وزرقنا حسن الظن به ، وصدق التوكل عليه ، وجعلنا مباركين أينما كنا ، ودمتم
بود.