الجمعة، 8 أغسطس 2014

(وكانوا فيه من الزاهدين..)


 

 

يحدث أحياناً أن يزهد فينا من نحب ، ويزهد فينا مانريد من أمنيات وأحلام ، بسبب وبدون سبب !

أن يزهد فيك من تحب ألم ليس كأي ألم ، ووجع لايرجى برؤه ، وجرح لا يلتأم ..

وأشد ألماً أن يزهد فيك حلمك ، الذي ما فتأ يراودك صباح مساء ..!

والسؤال الذي يرد ما سبب ذلك ؟

والإجابة على هذا السؤال صعبةٌ بصعوبة السؤال نفسه ، ومما يطمئن النفس ويهدئ الروع ، ويصرف وساوس الشيطان أن تتذكر أن لله في كل ما يحدث لك حكمة بالغة ، ولنا فيما يحصل مصلحه كبيره اختارها اللطيف بنا  ..

كنت قبل يومين استمع لسورة يوسف عليه السلام وعند قوله تعالى : ( وكانوا فيه من الزاهدين ) ،  توقفت كثيراً وكأنني اسمعها لأول مرة ، سمعتها فتذكرت نهاية القصة  والمنزلة العظيمة التي بلغها يوسف عليه السلام  في الدنيا والآخرة ..

نعم كانوا فيه من الزاهدين ، وأصبح عزيز مصر !!

الحقيقة أن هذه الآية نقلتني من مشاعر اليأس إلى بحر من الأمل ، ومن وحل الطاقة السلبية إلى حقول من الطاقة الإيجابية ..

حقيقة الذي يتأمل سورة يوسف يتعجب من كل آية ، ومن جمال القصة التي لاتمل النفس من تكرارها ولا تأملها مرة بعد مرة ، أدب يوسف عليه السلام مع ربه ومع خلقه لا يوصف ، وحسن ظن يعقوب عليه السلام فوق ما يتصور ، وفضل الله أعظم من كل شيء ، ولطفه يظهر في كل أمر ..

لذا يا أخيّ ويا أخيه ..

إياك أن يغلبك الشيطان فتسيء الظن بربك ، ولا أن تخدعك مسارات أمورك حالياً لتسخطك من حكم ربك ، قد نتعثر اليوم وغداً ولكن لنا في بعد غدٍ أمل كبير ، ولنا في ربنا حسن ظن يجب أن نتحلى به ،  فربنا حقق لكثير من أنبياءه أمور في نظرنا من المستحيلات ،  ولا يزال فضله واسع وخيره عظيم لمن صدق معه  ولك في قصص الأنبياء عبرة ، كزكريا وإبراهيم وأيوب وغيرهم صلوات الله وسلامه عليهم أجمعين ،  ولا سبيل لإدراك هذا الأمر إلا بتدبر القرآن وتلاوته أناء الليل  وأطراف النهار ،  والإلحاح على الله  في الدعاء بما نريد،  فيهنأ القلب وتسكن الروح رضا بما قضى  رب العالمين وأمل فيما عنده من الخير الكبير  ..

ختاماً ..

يقول الشيخ صالح المغامسي :

( من استعان بالله وفقه وسدده وأعانه في جميع شؤون حياته  ، [ والذين جاهدوا فينا لنهدينهم سبلنا ] )..

وفقنا الله وإياكم لطاعته ، وزرقنا حسن الظن به ، وصدق التوكل عليه ،  وجعلنا مباركين أينما  كنا  ، ودمتم بود.

الجمعة، 1 أغسطس 2014

وقفات مع آيات ..


الحمد لله على فضله بلغنا رمضان ، وأتم الفرحة ببلوغنا العيد مع أحبتنا فله الحمد من قبل ومن بعد لا إله غيره ولا رب سواه،

مما لايخفى على الكثير منا أن رمضان شهر القرآن ، وليس معنى ذلك أن الناس لا تقرأ القرآن إلا في رمضان فقط !

محال هذا الأمر.. ولكن قراءتك في رمضان تختلف بأختلاف روحانية هذا الشهر المبارك ، يرق قلبك وتدمع عينك عند آيات لو قرأتها قبل رمضان لما حصل هذا الأمر ، ومما استوقفنا من الآيات في هذا الشهر ما نحن بصدد طرحه هنا وهذا في نظري ليس تفسيراً ولا تدبراً بل كلمات أخرجها القلب حينما لامسته كلمات هذا الكتاب العظيم ، وأدبته وعلمته وعاتبته ووجهته فمما استوقفنا هذه الآيات :

قال تعالى :( وما تقدموا لأنفسكم من خير تجدوه عند الله إن الله بما تعملون بصير  )

علمتني هذه الآية أن لا أحقر من المعروف شيئاً ، ابتسامة بسيطة ، كلمة طيبة ، ريال تصدقت به ،  مواساة أخت أو أخ قد أعدها أموراً بسيطة جداً ، لكن كلها خير وسنجده عند الله بشرط أن نقصد بفعله وجه الله ، والله يضاعف لمن يشاء والله ذو الفضل العظيم ..

قال تعالى : ( الذين ينفقون أموالهم في سبيل الله ثم لايتبعون ما انفقوا مناًولا أذى لهم أجرهم عند ربهم ولا خوفُ عليهم ولاهم يحزنون )

عندما تعطي نقِ  قلبك ، ولا تطلب على ما تقدم شيئاً وانساه فور إعطاءك ..وإذا راودتك نفسك بشيء من المنة أدبها بهذه الآية وتوقف كثيراً عند قوله ( لهم أجرهم عند ربهم ولا خوف عليهم ولاهم يحزنون ) فو الله أن هذه الآية تنسيك  تلك الأفكار الرديئة من المنة والأذى .

قال تعالى : ( نعم العبد إنه أواب ) ..

قال سفيان رحمه الله عند هذه الآية :

"أثنى الله على عبدين ابتليا : أحدهما صابر ، والآخر شاكر ، ثناء واحدا . فقال لأيوب ولسليمان نعم العبد إنه أواب"  

 نحن نتقلب بين نعم وابتلاءات هل يا ترى سيقال عن أحدنا نعم العبد ، أمرٌ يستحق التوقف والاعتبار كثيراً نسأل  الله العون والتوفيق ..

ختاماً :

هذه بعض الآيات التي استوقفتنا خلال شهر رمضان وما لم يذكر هنا كثير ، نسأل الله  بمنه وكرمه أن يجعل القرآن ربيع قلوبنا وأن يجعلنا من أهل القرآن  الذين هم أهله وخاصته ونكرر ما سبق ليس تفسيراً ولا تدبراً هي فقط كلمات خرجت بعد قراءة كل آيه ومشاعر أبت أن تحبس وإلا فكتاب الله كله من أعظم المواعظ وأجلها ولا يسعني في الختام إلا أن أذكر نفسي وأذكر أحبتي بقول  عمر رضي الله عنه : تعلموا القرآن تعرفوا به واعملوا به تكونوا من أهله )

وفقنا الله وإياكم لطاعته ورزقنا فوق ما نأمل وأعلى مما نطلب وكل عام والجميع لله أقرب .

الجمعة، 20 يونيو 2014

رسم تخطيط القلب ..


 

 

حياتنا مليئة بالتقلبات ، نرتفع مرة وننخفض أخرى ، ونفرح مرات ونحزن أكثر ، وننجح أحيان ونفشل أحياناً أخرى وعلى هذه الفكرة والسنة الكونية تدور حياتنا وتتقلب أيامنا ..

الذكي الحصيف من وطن نفسه في هذه الدنيا على تقبل الحياة بكل ما فيها من حلو ومر ، وسهل وحزَن ، ومحبوب ومكروه ، ومما يرتبط بهذا الأمر إدراكه أنه عبدٌ لله يتصرف فيه كما يشاء ، وكل ما اختاره الله له خيراً وفي هذا الأمر يقول عمر رضي الله عنه " مَا أُبَالِي عَلَى أَيِّ حَالٍ أَصْبَحْتُ ، عَلَى مَا أُحِبُّ أَوْ عَلَى مَا أَكْرَهُ ، وَذَلِكَ لأَنِّي لا أَدْرِي الْخَيْرَ فِيمَا أُحِبُّ أَوْ فِيمَا أَكْرَهُ " ، والخير كل الخير فيما يختاره الله لنا ..

فيا أحبتي ..

دعوا الخوف والقلق والهم ، فو الله ما نفع الخوف من خاف ، ولا أضر للنفس والقلب من القلق والهم ، وللأمور رب يدبرها في صالحنا ، وإن لم تعجبنا ، ورب أرحم بنا من أمهاتنا وأحبابنا أحق أن نثق به ونتوكل عليه في السر والعلن وأن نعمل بما جاء في حديث ابن عباس الشهير (( يَا غُلَامُ إِنِّي أُعَلِّمُكَ كَلِمَاتٍ احْفَظْ اللَّهَ يَحْفَظْكَ احْفَظْ اللَّهَ تَجِدْهُ تُجَاهَكَ إِذَا سَأَلْتَ فَاسْأَلْ اللَّهَ وَإِذَا اسْتَعَنْتَ فَاسْتَعِنْ بِاللَّهِ وَاعْلَمْ أَنَّ الْأُمَّةَ لَوْ اجْتَمَعَتْ عَلَى أَنْ يَنْفَعُوكَ بِشَيْءٍ لَمْ يَنْفَعُوكَ إِلَّا بِشَيْءٍ قَدْ كَتَبَهُ اللَّهُ لَكَ وَلَوْ اجْتَمَعُوا عَلَى أَنْ يَضُرُّوكَ بِشَيْءٍ لَمْ يَضُرُّوكَ إِلَّا بِشَيْءٍ قَدْ كَتَبَهُ اللَّهُ عَلَيْكَ رُفِعَتْ الْأَقْلَامُ وَجَفَّتْ الصُّحُفُ)) ..هذا الحديث ينبغي أن يدون  على قلوبنا ويحفظ ويدرس ويجعل دواء للأمراض المتعلقة بالخوف والهم والقلق ..

وفي الختام ..

تذكر قول أحدهم وقد أصاب في هذا الأمر كثيراً :

[ لا تتضايق إذا وجدت في حياتك بعض التقلبات ، هذا أمر صحي !

لأن حياتك مثل رسم تخطيط القلب ، إذا كان على خط واحد فهذا يعني أنك ميت ]

وتذكر دائماً وأبداً قول الباري جل في علاه : (مَا يَفْتَحِ اللَّهُ لِلنَّاسِ مِنْ رَحْمَةٍ فَلا مُمْسِكَ لَهَا وَمَا يُمْسِكْ فَلا مُرْسِلَ لَهُ مِنْ بَعْدِهِ وَهُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ) ..

وفقنا الله وإياكم لطاعته ورزقنا فوق ما نأمل وأعلى مما نطلب وجعلنا مباركين أينما كنا ودمتم بود ..

الجمعة، 13 يونيو 2014

طرقٌ جديدة..


"ينبغي للعاقل أن ينتهي لغاية ما يمكنه ، فلو كان يتصور للآدمي صعود السموات لرأيت من أقبح النقائض رضاه بالأرض "

                                                     ابن الجوزي

 

الطموح علامة على راجحة العقل ، ودليل على سمو النفس ، والكريم لا يرضى بالأقل ، ولا تجده بين سفاسف الأمور وخوارم المروءة والتي منها الرضى بالدون والتطلع لصغائر الأمور وخشية كبارها وعظائمها ..

وفي وقت تتسارع فيه وتيرة التقدم ، وينافسك على العلى أناس كثر على مختلف أجانسهم وأديانهم ومشاربهم ينبغي عليك أيها الموفق أن تسلك طرقاً مختلفة وترسم أهدافاً سامية تليق بك كفردٍ من خير أمةٍ أخرجت للناس ، ونحن على مشارف أفضل شهرٍ في السنة ، حريٌ بنا أن نخطط لاستغلال هذا الشهر المبارك أفضل استغلال وألا يكون حالنا كحالنا فيه في العام الماضي بل أفضل بكثير ..

تذكر رمضانك الماضي ودون أخطاءك وإيجابياتك وحاول تصحيح الأخطاء في هذا الشهر القادم ، عادة سيئة لديك فرصة للتخلي عنها في هذا الشهر ، قمت بعمل رائع العام الماضي كرره بطريقة أخرى وبإبداع أفضل ، نوافلك زدها ، صدقاتك.. أطرق أبواباً جديدة وسبلٌ شتى ، شخصيتك غيرها في هذا الشهر واستمر على ذلك ، فعلماء النفس يجمعون على أن واحد وعشرين يوم كفيلٌ بتعلم عادةٍ جديدة أو التخلص من عادة سيئة ..

لو لاحظنا أحبتي أننا في رمضان نكون مختلفين عن غيره من الأشهر وفي الحج نكون مختلفين تماماً وشخصياتنا جميلةً جداً ومعظمنا يقول : ليت السنة كلها رمضان  وليت السنة كلها حج لما يرى من تغيرٍ للأفضل .

ليلة القدر أعظم ليلة خطط لها من الآن وأدعو الله أن يبلغك إياها وأحبتك والمسلمين وأن يرزقكم عملاً صالحاً يرضاه ..

رمضان لا يأتي إلا مرة واحد كل عام ولعلنا  لا نبلغه هذا العام أو عام قابل لذا جدد النية وخططوا للخيرات فكما تعلمون نية المؤمن أبلغ من عمله وربنا أكرم الأكرمين يعطينا الكثير على العمل القليل فلنرِ الله من  أنفسنا خيراً ..

وفقنا الله وإياكم لطاعته ، ورزقنا فوق ما نأمل وأعلى مما نطلب وجعلنا مباركين أينما كنا ودمتم بود .

السبت، 31 مايو 2014

أعرف قدرك ..!


عَلى قَدرِ أَهلِ العَزمِ تَأتي العَزائِمُ"
                   " وَتَأتي عَلى قَدرِ الكِرامِ المَكارِمُ
وَتَعظُمُ في عَينِ الصَغيرِ صِغارُها"
                   " وَتَصغُرُ في عَينِ العَظيمِ العَظائِمُ

                        المتنبي

يحكى أن الليث بن سعد -الفقيه وشيخ الإسلام في مصر- كان يتاجر في العسل وذات يوم رست سفينة له محملة بالعسل ، وكان العسل معبأ في براميل فأتت عجوز تحمل وعاءًا صغيراً  ..

وقالت له: أريد منك أن تملأ هذا الوعاء عسلا،  فرفض وذهبت تلك السيدة..

ثم أمر الليث مساعده أن يعرف عنوان تلك السيدة ويأخذ لها برميلاً كاملاً من العسل فتعجب الرجل وقال له:

لقد طلبت كمية صغيرة فرفضت وها أنت الآن تعطيها برميلا كاملاً!

فرد عليه الليث بن سعد : يا فتى إنها تطلب على قدرها وأنا أعطيها على قدري..

مما ينبهر منه دائماً اتقان الغرب  لأعمالهم ، وإخلاصهم في آدائها ونحن أحق بذلك منهم لأننا أمة

  ( إن الله يحب إذا عمل أحدكم عملاٌ أن يتقنه )

نحن ننتقد من لا يحافظ على وقته ونتعجب من  محافظة الغرب على أوقاتهم ، وبعضنا يؤخر الصلاة ونسي ( إن الصلاة كانت على المؤمنين كتاباً موقوتا ) ..

نحن نتعجب من تقدم الغرب وما تقدموا إلا بالعلم وهناك من يسخر منا حينما نكثر القراءة ونتباحث في أمر مفيد في المجالس ونسي أننا أمة أول كلمة أنزلت عليها كلمة ( اقرأ) ..

لنعود إلى أصلنا ، ونتحلى بأخلاق الكرام وعلى رأسهم الرسول صلى الله عليه وسلم ، ونلتزم بكتابنا الكريم خير الكتب ومنبع الثقافة وأساس الأخلاق والآداب ، ولنعرف قدر أنفسنا وقدر أمتنا فأمة قال الله عنها في كتابة  :  ( كنتم خير أمة أخرجت للناس ، تأمرون بالمعروف وتنهون عن المنكر وتؤمنون بالله ) حري بمن ينتمي لها أن يقدم أفضل ما لديه فأعط وأبذل وأعمل على قدر نفسك الكريمة ، وبما يوجه به كتاب ربنا وسنة خير الخلق أجمعين تكن من أفضل الناجحين على الإطلاق في الدنيا والآخرة بإذن الله ..

وفقنا الله وإياكم لطاعته ورزقنا حسن الخلق ، وجعلنا مباركين أينما كنا ودمتم بود  .

السبت، 24 مايو 2014

إنها تسير خلفنا ..

"دخل رجل عربة القطار ، وبصحبته ابنه الذي يبلغ من العمر ستاً وعشرين عاماً وكانت تظهر على الشاب تعابير الدهشة من كل شيء حوله ، وكان في قمة الفرح والسعادة ..
كان ينظر إلى كل شيء حوله كأنه معجزة أو تحفة نادرة ..
بدأ الشاب بالتعجب مما حوله ، يلمس شعر هذا ، ويحدق في عيني ذاك ، يدقق في كل شيء ويلفت انتباهه أبسط الأشياء وأتفهها ..
جلس الرجل وابنه بجانب رجل وزوجته ..
بدأ الشاب بسؤال والده : ما هذا يا أبي ؟
أجاب الأب : هذه شجرة ..
ضحك الابن وقال : إنها تسير خلفنا !!

ابتسم الأب مجارياً ابنه ، وأردف الابن سائلاً :  ما هذه أيضاً يا أبي ؟
أجاب الأب الحنون : إنها غيوم يا بني ..
رد الابن : إنها نظيفة ومبعثرة ومد يده ليلمس الغيوم ..
سأل الابن مرةً أخرى : ما هذا يا أبي ؟
رد الأب : هذه هي الشمس يا عزيزي ..
قال الابن : لم تلاحقنا يا أبي ؟
ابتسم الوالد ومسح رأس ابنه ..
وما زال الشاب يسأل والده وكل سؤال أتفه من السابق والوالد يجيب بكل سعادة ..
الأمر الذي أثار غضب الرجل وزوجته فقال الزوج للأب : عليك أن تأخذ ابنك للعلاج ، فمن الواضح أنه مختل عقلياً!!
ابتسم الأب وقال بهدوء : للتو خرجنا من المستشفى وابني ولد أعمى وبالأمس أبصر ، لذا هو فرح ويسأل لأنه لم يرى هذه الأشياء من قبل .. "


**
كم مرةً مررنا بموقف مشابه ، وكم مرةً فسرنا أمورا وحكمنا على أشخاص ، وربما تجاوز بعضنا الحكم على الأشخاص وتصرفاتهم وحكم على نواياهم !!

لكل  شخص منا ظروفه ، ولكل منا أسراره التي يحتفظ بها ، ولا يريد كائناً من كان أن يعلم بها وبعضنا مع الأسف يفسر تصرفاتنا وكلماتنا التي أتت عفويه بمنظوره الشخصي ومن خلال تجربته الشخصية التي تختلف تماما عن ما نمر به ..
الناجح  منا يا أحبه من شغله عيبه عن عيوب الناس وأمسك عليه لسانه ، وأحسن الظن ,, وراقب الله في كل ما يقول ويفعل ..  
وفقنا الله وإياكم لطاعته ، ورزقنا قلوب الأطفال وعقول الحكماء ، وجعلنا مباركين أينما كنا ودمتم بود ..

الجمعة، 16 مايو 2014

لحياةٍ مشرقة ..


 

 

البركة في الوقت قليل من يرزقها ، وقليل أكثر من يدرك ذلك ..

الأيام باتت سريعة للغاية ، لا يكاد يبدأ عام حتى ينتهي ..

قد تلاحظون من كنا نعدهم أطفالاً ، هاهم قد كبروا ، ومن تأخرنا حدوثه قد حدث أو اقترب !

أعمارنا تزداد ، وأحلامنا كثرت ، ومتطلباتنا تعددت ، وحياتنا في صخب ..

لو تفقدنا أحلامنا وأهدافنا لوجدنا أنها في الأغلب مادية بحته ، ودنيوية أيضاً

والقليل –إلا ما رحم ربي – من كانت أحلامه وأهدافه أخرويه أو دنيوية ذات تعلق بهدف أخروي أسمى ..

الحديث اليوم يا أخيَّ ويا أخيّه عن أهمية النظر في أهدافنا وأحلامنا ، والتفتيش عن وجود الروح الأخرويه فيها ، والغرض السامي من وراءها ..

لنجعل لحياتنا قيمة ، ولنترك أثراً لن ينسى في الأرض ويتباهى بها في السماء ..

ومما يجعل للحياة رونقاً وبريقاً كلام ربي جل في علاه ، ربيع القلوب ، وراحة النفوس ..

وسبب بركة الوقت وانشراح الصدر ، وذكر الله أيضاً ..

ومما يلاحظ أن الحياة أخذتنا بصخبها وكثرة إغراءاتها ، فأشغلتنا كثيراً –إلا من رحم ربي –عن هذين الأمرين  ..

أصبح البعض منا مع الآسف لا يذكر تلاوة القرآن إلا في رمضان ، والبعض الآخر في كل أسبوع مرة ،  وقد تمضي الأيام والأيام عياذاً بالله ولم يفتح مصحفاً ..

ومما أنصح به نفسي قبل كل أحد ، أن يكون لكل شخص منا ورد من القرآن كل يوم وفي وقت محدد لا يتأخر عنه  ولا ينساه .. وأن يكون لكل شخص مصحف في جيبه أو حقيبته يتلو منه في طريق عمله أو في وقت الراحة أثناء العمل والدراسة ، وأن يحافظ على أوراده وأذكاره كل يوم ، ليس فقط تحصناً من العين والحسد بل لأجل أن يكتب من الذاكرين الله كثيراً والذاكرات  وهذا أعظم المقاصد وأجلها ، ولنتذكر  دائماً أن من أحب شيئاً أكثر من ذكره ، ومحبة الله أعظم ما يطمح له الإنسان وأهم ما يحصل عليه ..

الحياة مع القرآن وذكر الله أكثر جمالاً ، وأكثر إشراقاً ، وأعظم رحابة ً ، والموفق منا من كان له النصيب الأكبر من هذين السعادتين التي يغفل عنها معظمنا ويطلبها في غير ذلك .

وفقنا الله  وإياكم لطاعته ، ورزقنا صلاح الساعات والبركة في الأوقات وجعلنا مباركين أينما كنا ودمتم  بود .

السبت، 10 مايو 2014

فصول الحياة ..



الحياة مجموعة فصول ولكل فصل صفات معينة وطقس مختلف..

 السعادة والحزن والأمل واليأس والإحباط والتبلد ..

 والموفق من أستعد لكل فصل بما يقيه منه ،وبما يزيده استمتاعاً بالفصل الجميل ..

وفي أحد فصول الحياة حدثت هذه القصة التي سنرويها اليوم :

فيحكى أن فتاة سألت أختها الكبرى وهي ممدده على فراشها تراقب شجره بالقرب من نافذتها :

كم ورقة باقية على الشجرة ؟؟

 فأجابت الأخت بعين ملؤها الدمع : لماذا تسألين يا حبيبتي؟!!

أجابت الطفلة المريضة:

لأني أعلم أن أيامي ستنتهي مع وقوع أخر ورقه !!

ردت الأخت وهي تبتسم : إذن حتى ذلك الحين سنستمتع بحياتنا ونعيش اياماً جميلة .

مرت الايام ...وتساقطت الأوراق تباعاً ..

وبقيت ورقة واحده...

ظلت الطفلة المريضة تراقبها ظناً منها أنه في اليوم الذي ستسقط فيه هذه الورقة سينهي المرض حياتها .

انقضى الخريف ..وبعده الشتاء ..ومرت السنه.. ولم تسقط الورقة..

والفتاة سعيدة مع أختها.. وقد بدأت تستعيد عافيتها من جديد! ..

حتى شفيت تماماً ...فكان أول ما فعلته أنها ذهبت لترى معجزة الورقة التي لم تسقط !!

فوجدتها ورقه بلاستيكية ثبتتها أختها على الشجرة .1

 
هذه القصة الرمزية يُستفاد منها ..

أن الأمل هو  الوجه الأخر للحياة ، والسعادة ، والقوة ..

لذا مهما صادفك من  مشاكل ، ومهما ظننت أن حياتك انتهت فلا تفقد الأمل ، ومهما استصعب عليك الأمر ، تذكر أن ما انتهى في نظرك أسباب ، و أن مسبب الأسباب موجود سبحانه.

 

وفقنا الله وإياكم لطاعته ، ورزقنا صدق التوكل عليه وحسن الظن به ،وجعلنا مباركين أينما كنا ودمتم بود .

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

1 مصدر القصة : متوفرة على شبكة الانترنت .

الجمعة، 2 مايو 2014

حقيقة ..


 

"الحياة حلم يوقظنا منه الموت "

                                                   مثل فارسي.

الحياة تجارب وخبرات متراكمة ، ومواقف متعددة ومتباينة ..

نلتقي فيها الكثير ويرحل عنا الكثير ، سفرُ نقابل فيه مختلف الثقافات ونجوب عبره جميع الأماكن ..

نتلقى فيها الامتحانات ، فنتألم ، ومن ثم نتعلم ..

عالم رحب على ضيقه في أعيننا ، وفضاء واسع رغم ضيق صدورنا ..

من لم يفهم الدنيا لن يعيش  سعيداً ، ومن يعاندها يخسر لا محاله ..

نشكو  ضيقها ، و الحق أنها تشكونا ..

 
" نَعيبُ زَمانَنا وَالعَيبُ فينا       وَما لِزَمانِنا عَيبٌ سِوانا
وَنَهجو ذا الزَمانِ بِغَيرِ ذَنبٍ       وَلَو نَطَقَ الزَمانُ لَنا هَجانا "                                 



يقول لقمان الحكيم :

"الدنيا بحرٌ عريض قد هلك فيه الأولون والآخرون ، فإن استطعت فاجعل سفينتك تقوى الله وعُدَّتك التوكل على الله ، وزادك العمل الصالح،فإن نجوت فبرحمة الله ،وإن هلكت فبذنوبك. "

                                                  

الموفق يا أحبه من زهد في الدنيا ، ولم يعبأ بها ، فمن ملأت الدنيا قلبه أظلمت الحياة في عينيه ، ومحيت معالم الإنسانية من نفسه ، وأصبح قلبه أقسى من الحجر ،  وغابت السعادة من حياته وفي هذا يقول أحد الشعراء :

 

من رام عيشاً سعيداً يستفيد به       في ديـنـه ثـم فـي دنياه إقبالاً

فليـنـظـرن إلـى من فوقه أدبا        ولينظرن إلى من تحته مالاً

 

وفقنا الله وإياكم لطاعته ، وملأ قلوبنا محبةً له وإقبالاً عليه ،وجعلنا مباركين أينما كنا ودمتم بود.

الجمعة، 25 أبريل 2014

أهم أهدافي ..


 

 

" إذا طلبـت عـظـيمـاً فاصـبـرنّ لــه     أو فـاحـشـدنّ رمـاح الخطَّ والقُضبا

  ولا تُعـِـدَّ صـغـيـرات الأمـور لــه      إن الصـغـائر ليسـت لـلـعـلا أهبــــا

  ولن ترى صحبةً ترضى عواقبها      كالحق والصبر في أمر إذا اصطحبا "

                                                                  أحمد شوقي .

يُـقال أن :

( أول خطوات تحقيق الحلم هو الاستيقاظ منه ) !

ومما هو مُسًلمٌ به أننا جميعاً  على وجه هذه البسيطة نحلم ، وكل له أمنية عظُمتْ أو صغُرتْ منا من يستيقظ لتحقيق حلمه وأمنيته ومنا   من لايزال في سباتٍ عميق غارقاً في أحلام اليقظة ، وجزءٌ آخر منا  حكم على حلمه بالإعدام في مهده ونسي أن "المستحيل يقبع في عقول العاجزين" فقط  !

 وكثيراً ما أقول أن علينا إن لم يتحقق ولو جزء يسير من أحلامنا أن نفتش عن الخلل في أنفسنا قبل أن نعلقه على شماعة الآخرين والظروف والزمان وغيرهم وغيرهم من المظلومين الذين نلصق ما يحدث لنا بهم دون أدنى تفكير !

خمسة أيام فقط تفصلنا عن نهاية النصف الأول من عام 1435هـ عام النجاح بإذن الله كما أطلقت وأطلقتم معي عليه ، ونحن في هذه الأيام مهمتنا مراجعة ما حدث في هذه الستة أشهر ، إما ربح وإما خسارة وأمنياتي أن تكون أرباحنا أكثر من خسائرنا أو على الأقل نصل لنقطة التعادل كما يقول المحاسبين ..

وإن كانت النتائج على غير ما نتمنى فالمطلوب مني ومنك أن ننسى ما حدث  ونفتح صفحة أخرى مع النجاح وعهد جديد وعزم قوي على التغيير للأفضل والتركيز على أهدافنا فلايزال دون نهاية العام وموعد إنجاز الأهداف المحدد ستة أشهر ، على الأقل لينتهي العام ونحن في منتصف الرحلة أفضل من أن ينتهي ونحن لانزال في أماكننا عند بدايته ..!

هذا ما أحببت قوله وتوضيحه لكم في مقال هذا الأسبوع ، فنجاحكم من ضمن الأهداف التي رسمتها في خطة عمري ووجودي على هذه البسيطة ، وأملي أن تكونوا ناجحين موفقين دائماً وأبداً على جميع الأصعدة ، وأن نضيف لهذه الحياة شيئاً يليق بخير أمةٍ أخرجت للناس ..

وفقنا الله وإياكم لطاعته ، ورزقنا الإخلاص في القول والعمل ، وجعلنا مباركين أينما كنا ، ودمتم بود .

الجمعة، 18 أبريل 2014

الكنز ..


 

يقول شوقي رحمه الله :

دقاتُ قلب المرء قائلةً له     إن الحياة دقائقٌ وثوانِ

 

خرجتُ من إحدى الدورات التدريبية لإدارة الوقت بمعلومة  صعقتني وهي:

 أن إضاعة خمسة عشر دقيقة من وقتك كل يوم يعني إضاعة سنة من عمرك !

فكْر معي كم سنةً أضعنا إلى الآن ؟ وكم سنة ننوي إضاعتها مستقبلاً – لا قدر الله - ..؟

الوقت يا أحبتي أغلى ما نملك وللأسف أكثر ما نضيع !

في الحديث الشريف يقول صلى الله عليه وسلم :

" لَا تَزُولُ قَدَمُ ابْنِ آدَمَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ مِنْ عِنْدِ رَبِّهِ حَتَّى يُسْأَلَ عَنْ خَمْسٍ عَنْ عُمُرِهِ فِيمَ أَفْنَاهُ وَعَنْ شَبَابِهِ فِيمَ أَبْلَاهُ وَمَالِهِ مِنْ أَيْنَ اكْتَسَبَهُ وَفِيمَ أَنْفَقَهُ وَمَاذَا عَمِلَ فِيمَا عَلِمَ "

كم مرةً قرأنا هذا الحديث ؟ وكم مرةً أخذنا به وجعلناه  نصب أعيننا حينما تسول لنا أنفسنا إضاعة أوقاتنا فيما لا ينفع ؟

قال بعض الحكماء : من أمضى يوماً من عمره في غير حق قضاه أو فرض أدّاه ، أو مجدٍ أثّله – أي ورّثه – أو حمد حصله ، أو خير أسنه ، أو علم اقتبسه ، فقد عقّ يومه وظلم نفسه "

ولا يوجد ناجحٌ في هذه الحياة إلا وله طريقة في إدارة وقته واستغلال الدقائق والثواني فيما يعود عليه بالنفع دنيا وآخره ، ومما يُروى أن  الشافعي رحمه الله كان  يقسم ليله ثلاثة أجزاء :

الثلث الأول يكتب فيه ، والثلث الثاني يصلي ، والثلث الثالث ينام "

رحم الله الشافعي ورزقنا حرصه على وقته ولا يسعني أن أقول لي ولك :

فتشبهوا إن لم تكونوا مثلهم       إنَّ التشبهَ بالكرامِ فلاحُ

ختاماً ..

الناجح والفاشل كلاهما يمتلكان أربعاً وعشرين ساعةً يومياً ، لكن الفرق بينهما أنهما يختلفان في إدارة هذه الساعات !! والخيار لك ، وأظن بأنك ستتخذ طريق الناجح في إدارة ساعات يومك ..

وفقنا الله وإياكم لطاعته ، وبارك لنا في أوقاتنا ، وجعلنا مباركين أينما كنا .. ودمتم بود .