"ينبغي
للعاقل أن ينتهي لغاية ما يمكنه ، فلو كان يتصور للآدمي صعود السموات لرأيت من
أقبح النقائض رضاه بالأرض "
ابن الجوزي
الطموح علامة على راجحة العقل ،
ودليل على سمو النفس ، والكريم لا يرضى بالأقل ، ولا تجده بين سفاسف الأمور وخوارم
المروءة والتي منها الرضى بالدون والتطلع لصغائر الأمور وخشية كبارها وعظائمها ..
وفي وقت تتسارع فيه وتيرة التقدم ،
وينافسك على العلى أناس كثر على مختلف أجانسهم وأديانهم ومشاربهم ينبغي عليك أيها
الموفق أن تسلك طرقاً مختلفة وترسم أهدافاً سامية تليق بك كفردٍ من خير أمةٍ أخرجت
للناس ، ونحن على مشارف أفضل شهرٍ في السنة ، حريٌ بنا أن نخطط لاستغلال هذا الشهر
المبارك أفضل استغلال وألا يكون حالنا كحالنا فيه في العام الماضي بل أفضل بكثير
..
تذكر رمضانك الماضي ودون أخطاءك
وإيجابياتك وحاول تصحيح الأخطاء في هذا الشهر القادم ، عادة سيئة لديك فرصة للتخلي
عنها في هذا الشهر ، قمت بعمل رائع العام الماضي كرره بطريقة أخرى وبإبداع أفضل ،
نوافلك زدها ، صدقاتك.. أطرق أبواباً جديدة وسبلٌ شتى ، شخصيتك غيرها في هذا الشهر
واستمر على ذلك ، فعلماء النفس يجمعون على أن واحد وعشرين يوم كفيلٌ بتعلم عادةٍ جديدة
أو التخلص من عادة سيئة ..
لو لاحظنا أحبتي أننا في رمضان نكون
مختلفين عن غيره من الأشهر وفي الحج نكون مختلفين تماماً وشخصياتنا جميلةً جداً
ومعظمنا يقول : ليت السنة كلها رمضان وليت
السنة كلها حج لما يرى من تغيرٍ للأفضل .
ليلة القدر أعظم ليلة خطط لها من
الآن وأدعو الله أن يبلغك إياها وأحبتك والمسلمين وأن يرزقكم عملاً صالحاً يرضاه
..
رمضان لا يأتي إلا مرة واحد كل عام
ولعلنا لا نبلغه هذا العام أو عام قابل
لذا جدد النية وخططوا للخيرات فكما تعلمون نية المؤمن أبلغ من عمله وربنا أكرم
الأكرمين يعطينا الكثير على العمل القليل فلنرِ الله من أنفسنا خيراً ..
وفقنا الله وإياكم لطاعته ، ورزقنا
فوق ما نأمل وأعلى مما نطلب وجعلنا مباركين أينما كنا ودمتم بود .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق