الحمد لله على فضله بلغنا رمضان ، وأتم الفرحة
ببلوغنا العيد مع أحبتنا فله الحمد من قبل ومن بعد لا إله غيره ولا رب سواه،
مما لايخفى على الكثير منا أن رمضان شهر القرآن
، وليس معنى ذلك أن الناس لا تقرأ القرآن إلا في رمضان فقط !
محال هذا الأمر.. ولكن قراءتك في رمضان تختلف
بأختلاف روحانية هذا الشهر المبارك ، يرق قلبك وتدمع عينك عند آيات لو قرأتها قبل
رمضان لما حصل هذا الأمر ، ومما استوقفنا من الآيات في هذا الشهر ما نحن بصدد طرحه
هنا وهذا في نظري ليس تفسيراً ولا تدبراً بل كلمات أخرجها القلب حينما لامسته
كلمات هذا الكتاب العظيم ، وأدبته وعلمته وعاتبته ووجهته فمما استوقفنا هذه الآيات
:
قال تعالى :( وما تقدموا لأنفسكم من خير تجدوه
عند الله إن الله بما تعملون بصير )
علمتني هذه الآية أن لا أحقر من المعروف شيئاً
، ابتسامة بسيطة ، كلمة طيبة ، ريال تصدقت به ،
مواساة أخت أو أخ قد أعدها أموراً بسيطة جداً ، لكن كلها خير وسنجده عند
الله بشرط أن نقصد بفعله وجه الله ، والله يضاعف لمن يشاء والله ذو الفضل العظيم
..
قال تعالى : ( الذين ينفقون أموالهم في سبيل
الله ثم لايتبعون ما انفقوا مناًولا أذى لهم أجرهم عند ربهم ولا خوفُ عليهم ولاهم
يحزنون )
عندما تعطي نقِ قلبك ، ولا تطلب على ما تقدم شيئاً وانساه فور
إعطاءك ..وإذا راودتك نفسك بشيء من المنة أدبها بهذه الآية وتوقف كثيراً عند قوله
( لهم أجرهم عند ربهم ولا خوف عليهم ولاهم يحزنون ) فو الله أن هذه الآية تنسيك تلك الأفكار الرديئة من المنة والأذى .
قال تعالى : ( نعم العبد إنه أواب ) ..
قال سفيان رحمه الله عند هذه الآية :
"أثنى الله
على عبدين ابتليا : أحدهما صابر ، والآخر شاكر ، ثناء واحدا . فقال لأيوب ولسليمان نعم العبد إنه أواب"
نحن نتقلب بين نعم وابتلاءات هل يا ترى سيقال عن
أحدنا نعم العبد ، أمرٌ يستحق التوقف والاعتبار كثيراً نسأل الله العون والتوفيق ..
ختاماً :
هذه بعض الآيات
التي استوقفتنا خلال شهر رمضان وما لم يذكر هنا كثير ، نسأل الله بمنه وكرمه أن يجعل القرآن ربيع قلوبنا وأن
يجعلنا من أهل القرآن الذين هم أهله
وخاصته ونكرر ما سبق ليس تفسيراً ولا تدبراً هي فقط كلمات خرجت بعد قراءة كل آيه
ومشاعر أبت أن تحبس وإلا فكتاب الله كله من أعظم المواعظ وأجلها ولا يسعني في
الختام إلا أن أذكر نفسي وأذكر أحبتي بقول عمر رضي الله عنه : تعلموا القرآن تعرفوا به
واعملوا به تكونوا من أهله )
وفقنا الله وإياكم
لطاعته ورزقنا فوق ما نأمل وأعلى مما نطلب وكل عام والجميع لله أقرب .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق