"دخل رجل عربة القطار ، وبصحبته ابنه الذي يبلغ من العمر ستاً وعشرين عاماً وكانت تظهر على الشاب تعابير الدهشة من كل شيء حوله ، وكان في قمة الفرح والسعادة ..
كان ينظر إلى كل شيء حوله كأنه معجزة أو تحفة نادرة ..
بدأ الشاب بالتعجب مما حوله ، يلمس شعر هذا ، ويحدق في عيني ذاك ، يدقق في كل شيء ويلفت انتباهه أبسط الأشياء وأتفهها ..
جلس الرجل وابنه بجانب رجل وزوجته ..
بدأ الشاب بسؤال والده : ما هذا يا أبي ؟
أجاب الأب : هذه شجرة ..
ضحك الابن وقال : إنها تسير خلفنا !!
ابتسم الأب مجارياً ابنه ، وأردف الابن سائلاً : ما هذه أيضاً يا أبي ؟
أجاب الأب الحنون : إنها غيوم يا بني ..
رد الابن : إنها نظيفة ومبعثرة ومد يده ليلمس الغيوم ..
سأل الابن مرةً أخرى : ما هذا يا أبي ؟
رد الأب : هذه هي الشمس يا عزيزي ..
قال الابن : لم تلاحقنا يا أبي ؟
ابتسم الوالد ومسح رأس ابنه ..
وما زال الشاب يسأل والده وكل سؤال أتفه من السابق والوالد يجيب بكل سعادة ..
الأمر الذي أثار غضب الرجل وزوجته فقال الزوج للأب : عليك أن تأخذ ابنك للعلاج ، فمن الواضح أنه مختل عقلياً!!
ابتسم الأب وقال بهدوء : للتو خرجنا من المستشفى وابني ولد أعمى وبالأمس أبصر ، لذا هو فرح ويسأل لأنه لم يرى هذه الأشياء من قبل .. "
**
كم مرةً مررنا بموقف مشابه ، وكم مرةً فسرنا أمورا وحكمنا على أشخاص ، وربما تجاوز بعضنا الحكم على الأشخاص وتصرفاتهم وحكم على نواياهم !!
لكل شخص منا ظروفه ، ولكل منا أسراره التي يحتفظ بها ، ولا يريد كائناً من كان أن يعلم بها وبعضنا مع الأسف يفسر تصرفاتنا وكلماتنا التي أتت عفويه بمنظوره الشخصي ومن خلال تجربته الشخصية التي تختلف تماما عن ما نمر به ..
الناجح منا يا أحبه من شغله عيبه عن عيوب الناس وأمسك عليه لسانه ، وأحسن الظن ,, وراقب الله في كل ما يقول ويفعل ..
وفقنا الله وإياكم لطاعته ، ورزقنا قلوب الأطفال وعقول الحكماء ، وجعلنا مباركين أينما كنا ودمتم بود ..
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق