البركة في الوقت قليل من يرزقها ، وقليل أكثر من يدرك ذلك ..
الأيام باتت سريعة للغاية ، لا يكاد يبدأ عام حتى ينتهي ..
قد تلاحظون من كنا نعدهم أطفالاً ، هاهم قد كبروا ، ومن تأخرنا حدوثه
قد حدث أو اقترب !
أعمارنا تزداد ، وأحلامنا كثرت ، ومتطلباتنا تعددت ، وحياتنا في صخب
..
لو تفقدنا أحلامنا وأهدافنا لوجدنا أنها في الأغلب مادية بحته ،
ودنيوية أيضاً
والقليل –إلا ما رحم ربي – من كانت أحلامه وأهدافه أخرويه أو دنيوية
ذات تعلق بهدف أخروي أسمى ..
الحديث اليوم يا أخيَّ ويا أخيّه عن أهمية النظر في أهدافنا وأحلامنا
، والتفتيش عن وجود الروح الأخرويه فيها ، والغرض السامي من وراءها ..
لنجعل لحياتنا قيمة ، ولنترك أثراً لن ينسى في الأرض ويتباهى بها في
السماء ..
ومما يجعل للحياة رونقاً وبريقاً كلام ربي جل في علاه ، ربيع القلوب ،
وراحة النفوس ..
وسبب بركة الوقت وانشراح الصدر ، وذكر الله أيضاً ..
ومما يلاحظ أن الحياة أخذتنا بصخبها وكثرة إغراءاتها ، فأشغلتنا
كثيراً –إلا من رحم ربي –عن هذين الأمرين ..
أصبح البعض منا مع الآسف لا يذكر تلاوة القرآن إلا في رمضان ، والبعض
الآخر في كل أسبوع مرة ، وقد تمضي الأيام
والأيام عياذاً بالله ولم يفتح مصحفاً ..
ومما أنصح به نفسي قبل كل أحد ، أن يكون لكل شخص منا ورد من القرآن كل
يوم وفي وقت محدد لا يتأخر عنه ولا ينساه
.. وأن يكون لكل شخص مصحف في جيبه أو حقيبته يتلو منه في طريق عمله أو في وقت
الراحة أثناء العمل والدراسة ، وأن يحافظ على أوراده وأذكاره كل يوم ، ليس فقط
تحصناً من العين والحسد بل لأجل أن يكتب من الذاكرين الله كثيراً والذاكرات وهذا أعظم المقاصد وأجلها ، ولنتذكر دائماً أن من أحب شيئاً أكثر من ذكره ، ومحبة
الله أعظم ما يطمح له الإنسان وأهم ما يحصل عليه ..
الحياة مع القرآن وذكر الله أكثر جمالاً ، وأكثر إشراقاً ، وأعظم
رحابة ً ، والموفق منا من كان له النصيب الأكبر من هذين السعادتين التي يغفل عنها
معظمنا ويطلبها في غير ذلك .
وفقنا الله وإياكم لطاعته ،
ورزقنا صلاح الساعات والبركة في الأوقات وجعلنا مباركين أينما كنا ودمتم بود .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق