(كم هو مؤلم أن يأتيك ما تتمنى وقد تأخر الوقت وتغيرت أنت وتغيرت
الأمنيات )
أتدري لماذا نتألم لأننا رسمنا أمنياتنا بشكل واحد وحددنا تحققها بوقت معين ، ونسينا أن تحقيق الأمنيات بيد الله وحده وفي
الوقت الذي يختاره والشكل الذي يريده !
ألم يحصل لك أن تتمنى أمنية ويحققها الله لك بطريقة أخرى، وبشكل أجمل وأرقى مما تخيلت ؟!
الله يا أصدقاء لا يرد من
دعاه ولا يخيب من رجاه ، ويؤتنا فوق ما نأمل وأعلى مما نطلب ..
وما من أمرِ يقدره الله لنا إلا وله فيه سبحانه حكمة بالغة لا ندركها
نحن بعقولنا القاصرة ، لذلك نحزن ونغضب
وتضيق علينا الأرض بما رحبت ونظن أن ما حصل نهاية العالم ..
إن إدراكنا لهذا الأمر- أعني -أن ما يحصل لنا من صغير أمرِ أو عظيمه
لله تعالى فيه الحكمة البالغة ، والخير كل الخير يجعل نفوسنا تطمئن ويشرق في
زواياها الأمل ...
"عَنْ
عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ رَضِيَ اللَّهُ
عَنْهُ ، قَالَ : قُدِمَ عَلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِسَبْيٍ
، وَإِذَا امْرَأَةٌ مِنَ السَّبْيِ يَتَحَلَّبُ ثَدْيَاهَا , كُلَّمَا وَجَدَتْ صَبِيًّا
فِي السَّبْيِ أَخَذْتُهُ فَأَلْصَقَتْهُ بِبَطْنِهَا , فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى
اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : " أَتَرَوْنَ هَذِهِ الْمَرْأَةَ طَارِحَةً وَلَدَهَا
فِي النَّارِ ؟ " قَالُوا : لا وَاللَّهِ وَهِيَ تَقْدِرُ عَلَى أَنْ لا تَطْرَحَهُ
، فَقَالَ : " وَاللَّهِ ، لَلَّهُ أَرْحَمُ بِعِبَادِهِ مِنْ هَذِهِ الْمَرْأَةِ
بِوَلَدِهَا " .
هذه الحديث يجب أن نضعه نصب أعيننا كلما مررنا بحالات الحزن ووسوس لنا
الشيطان بفقدان الأمل ، وكلما حصل معنا أمرٌ لا نتمناه ولا نرضاه ..
وما أجمل قول من قال :
" وما الدنيا على الأهواء تجري ..
يقلبها الإله كما يشاءُ
كريمٌ منعمُ سيُحيل عسري
تياسيراً ويغدقني الهناءُ .."
وفقنا الله وإياكم لطاعته ، ورزقنا فوق ما نطلب وأعلى مما نتمنى ، وجعلنا
مباركين أينما كنا ..
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق