الخميس، 23 يناير 2014

تأخر الأمنيات ... !



(كم هو مؤلم أن يأتيك ما تتمنى وقد تأخر الوقت وتغيرت أنت وتغيرت الأمنيات )

أتدري لماذا نتألم لأننا رسمنا أمنياتنا بشكل واحد وحددنا  تحققها بوقت معين  ، ونسينا أن تحقيق الأمنيات بيد الله وحده وفي الوقت الذي يختاره والشكل الذي يريده  !

ألم يحصل لك أن تتمنى أمنية ويحققها الله  لك بطريقة أخرى، وبشكل أجمل وأرقى مما تخيلت ؟!

 الله يا أصدقاء لا يرد من دعاه ولا يخيب من رجاه ، ويؤتنا فوق ما نأمل وأعلى مما نطلب .. 

وما من أمرِ يقدره الله لنا إلا وله فيه سبحانه حكمة بالغة لا ندركها نحن بعقولنا القاصرة ، لذلك نحزن ونغضب  وتضيق علينا الأرض بما رحبت ونظن أن ما حصل نهاية العالم ..

إن إدراكنا لهذا الأمر- أعني -أن ما يحصل لنا من صغير أمرِ أو عظيمه لله تعالى فيه الحكمة البالغة ، والخير كل الخير يجعل نفوسنا تطمئن ويشرق في زواياها الأمل  ...

"عَنْ  عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ  رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ ، قَالَ : قُدِمَ عَلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِسَبْيٍ ، وَإِذَا امْرَأَةٌ مِنَ السَّبْيِ يَتَحَلَّبُ ثَدْيَاهَا , كُلَّمَا وَجَدَتْ صَبِيًّا فِي السَّبْيِ أَخَذْتُهُ فَأَلْصَقَتْهُ بِبَطْنِهَا , فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : " أَتَرَوْنَ هَذِهِ الْمَرْأَةَ طَارِحَةً وَلَدَهَا فِي النَّارِ ؟ " قَالُوا : لا وَاللَّهِ وَهِيَ تَقْدِرُ عَلَى أَنْ لا تَطْرَحَهُ ، فَقَالَ : " وَاللَّهِ ، لَلَّهُ أَرْحَمُ بِعِبَادِهِ مِنْ هَذِهِ الْمَرْأَةِ بِوَلَدِهَا "  .

هذه الحديث يجب أن نضعه نصب أعيننا كلما مررنا بحالات الحزن ووسوس لنا الشيطان بفقدان الأمل ، وكلما حصل معنا أمرٌ لا نتمناه ولا نرضاه ..

وما أجمل قول من قال :

" وما الدنيا على الأهواء تجري ..

يقلبها الإله كما يشاءُ

كريمٌ منعمُ سيُحيل عسري

تياسيراً ويغدقني الهناءُ .."

وفقنا الله وإياكم لطاعته ، ورزقنا فوق ما نطلب وأعلى مما نتمنى ، وجعلنا مباركين أينما كنا ..

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق