"إن الــقـــراءة مـــا أحــبــبــتــها وطـــن فيه الغنى و المنى والمجد والجاه
من يصحب الكتب يصحب حكمة ونهى
الـعـلـمُ قـيـسٌ وهذي الكتب لـيـلاه"
لا يخفى عليكم على يا رفاق ما للقراءة من أهمية كبيرة للأفراد والمجتمعات ، فهي
مفتاح العلم ،وأحدى وسائل الاتصال الرئيسية
للتعرف على الثقافات والعلوم المختلفة ومصدرٌ للنمو اللغوي للفرد ، ومن خلالها
يكتسب المرء مهارة التعلم الذاتي ، وقوة الشخصية ، وهي أداة فعالة لتمرين الإنسان على الحديث أمام
الجمهور قل هذا الجمهور أو كثر بثقة وطلاقة ، والقدرة على نقاش الآخرين في كل
مجالات الحياة، وتبادل الآراء ووجهات النظر ، فكلما زادت معرفتك زادت ثقتك بنفسك !.
إن الحديث عن القراءة ذو شجون ،لا يمله الكاتب ولا القارئ ، فكلاهما
مولعٌ بالقراءة ، قد اتخذ من الكتاب رفيقاً والمكتبة سكناً يرتقي فيه روحاً وفكراً
كيف لا و"المكتبة هي المكان الذي تنخفض فيه الأصوات وترتقي فيه العقول" كما يُقال والعلماء المسلمون الأوائل
عرفوا أهمية القراءة ، ودورها البارز
بالنهوض بالأمم ، ففي قرطبة أيام الأندلس كانت هناك مكتبة فيها 400000 كتاب " وما وصل المسلمون في تلك الحقبة لما وصلوا إليه
بعد توفيق الله إلا بالعلم لذا أصبحت مؤلفات العلماء المسلمين المراجع الأساسية
للعلوم في الغرب وخذ كتاب القانون في الطب
لابن سينا مثالا ، والسؤال المهم لي ولكم
كم تحتوي مكتبات منازلنا من كتاب ؟
وكم كتاباً استفدنا منه؟
يقول الكاتب ساجد العبدلي :
" في الكتب عوالم لا تحدها حدود الخيال ولا يتصورها العقل، إن حياة الإنسان الحقيقية لا تقاس بالأيام
والشهور كما دأب الناس على حسابها وإنما بمقدار ما يمتلكه من المعرفة "
إن حديثي هنا عن القراءة ليس حثاً لكم على القراءة فأنتم وأنا بالطبع
نقرأ وإلا لما أضعتم وقتكم بقراءة هذه السطور ، لكن البعض منا للأسف يقرأ دون أن
نرى أثراً في حياته وأفكاره وكلماته ، والبعض الآخر يقرأ للتسلية وضياع الوقت من
خلال قراءة كتب لا يجني منها أدنى فائدة ، متناسياً الهدف الأساسي من القراءة ، لذا كان حريٌ بنا أن نقرأ لنستفيد ونفيد غيرنا
، وطرق الاستفادة كثيرة منها على سبيل المثال لا الحصر ، جمع الفوائد والاقتباسات
النافعة ومناقشتها مع صديق ،أو مشاركتها
مع أشخاص آخرين في مواقع التواصل الاجتماعي
، ومراجعتها بين الحين والآخر ، فهذا الأمر يجعلك أكثر استعداداً وانطلاقاً في
الحديث عن أي موضوع يطرح ويترك أثرا كبيراً في شخصيتك واسلوب حديثك كما أسلفت وتذكر دائماً أن "الكتاب الجيد لديه القدرة على تغييرك"
–بإذن الله -.
وفقنا الله وإياكم لطاعته ورزقنا العلم النافع والعمل الصالح وجعلنا
وإياكم مباركين أينما كنا .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق