الشافعي
أقدارنا سترت عنا لحكمة عظيمة ، وفائدة جليلة ، فنسير ونختار ونحذر ونستعد ونقلق ونقتل انفسنا وأرواحنا هموماً وغموماً ، ولا يحصل إلا ما كتب لنا! لنردد بعدها لاينجي حذرٌ من قدر ..!
يوسف عليه السلام ، خاف عليه أبوه فاعتذر عن إرساله مع أخوته ، فلم يغنيه ذلك العذر وذهب يوسف بقدر الله معهم وغاب عن أبيه طويلاً وكان أمر الله قدراً مقدوراً ..
أم موسى عليه السلام ، فعلت جميع الأسباب التي في ظنها تنجي ابنها من أن يقع في يد فرعون وجنوده فانفلت الحبل وسار الصندوق في اليم ليكون بين يدي آسية زوجة فرعون ويتربى في قصر من يريد قتله .
وفي حياتنا الكثير الكثير من الأحداث التي تشابهها في حصول ما أخذنا حذرنا واستعدادنا منه ونكتشف بعد حين أن ذلك خيرٌ وكل الخير ..
يقال : لاتفكر كثيراً بل استغفر كثيراً فللأمور رب يدبرها ، وللمشاكل رب يحلها ، والله لايعجزه شيء ..
إننا مع كل عام ينقضي من أعمارنا ، نكتشف أن بعض تصرفاتنا في العام المصرم غير منطقية ، فترانا نضحك على ذلك الموقف ، ونسخر من ردة فعلنا تجاه تيك الحادثة ..
حياتنا مليئة بالدروس ، ومليئة بالجمال ، ومليئة بالفرح ومليئة بالخيرات فقط إن أردنا أن نظر لها من هذا المنظور ..
ومليئة بالسخف والسخرية ، والقبح ، والحزن ، والشرور فقط إن نظرنا لها من هذا الجانب ..
فاختر من أي نافذة تنظر ، والمؤمن أمره كله خير ، فكن كما اخترت لنفسك ..
إن أمور الحياة أبسط من أن نعقدها ، وأجمل من أن نجملها ، دع الأيام تفعل ما تشاء ، وتوكل على الله ، افعل المستطاع من الأسباب ، أفرح ، اضحك ، انتظر الفرج من رب العالمين ، فما خاب من أحسن الظن به ، ولا عاد صفر اليدين من دعاه ، ولِتُري الله منك خيراً إن جاءت الأمور كما تحب فاشكر الله وإن كانت عكس ذلك فاصبر ففي كلا الحالتين أنت في اختبار والنتائج ستعلن يوم القيامة فمنهم شقي وسعيد ..
جعلنا الله وإياكم من السعداء ، ووفقنا وإياكم لطاعته ورزقنا فوق ما نأمل وأعلى مما نطلب ودمتم بود ..