الجمعة، 21 فبراير 2014

السؤال الذي سيغير حياتك ..


 

"إذا كانت حياتك كتاب ، وأنت المؤلف ، كيف تريد للقصة أن تحدث؟ "

بهذا السؤال استهلت Amy Purdy)  ) إيمي بوردي حديثها في أحد المؤتمرات التحفيزية ..

إيمي بوردي ، فتاة صغيرة ، كان تحلم كغيرها من الأشخاص في هذا العالم بأحلام كثيرة وكبيرة ، ومن ضمن أحلامها أن تسافر إلى اقصى بقاع الأرض ، لكنّ حلم حياتها هو أن تذهب للتزلج على الجليد والشعور بالبرد في أطرافها فقد كانت تعيش في منطقةً حارة !

في التاسعة عشر من عمرها وبعد تخرجها من المدرسة الثانوية تحقق حلمها بالسفر إلى المناطق الباردة لتعمل هناك كأخصائية تدليك ..

وفي أحد الأيام وأثناء عودتها إلى المنزل شعرت بارتفاع بسيط في درجة حرارتها ، ظنت أنها ربما تكون حمى بسيطة ،وما هي إلى أربعاً وعشرين ساعة حتى نُقلت إيمي إلى المستشفى ووضعت تحت أجهزة الإنعاش مع أقل من 2% للنجاة كما صرح بذلك الأطباء !

دخلت في غيبوبة لأيام وجاء تشخيص طبيبها  بأنها مصابة بإلتهاب جرثومي في السحايا !!

مرت فترة تعتبرها إيمي الأسوأ في حياتها فقد قضت شهران ونصف الشهر في المستشفى فقدت  خلالها طحالها وكليتيها وحاسة السمع في أذنها اليسرى وساقيها الاثنين من أسفل الركبة !

خرجت إيمي من المستشفى على كرسي متحرك يدفعها والدها  ، ووالدتها تسير بجانبهما ولا أحد يتخيل حجم الألم الذي مرت به إيمي .. وبعد أيام قليلة وصلت ساقيها الصناعيتين فارتدتهما مع ألم بالغ،  وهنا لم يكن ألما جسديا فقط بل نفسيا أيضاً ، فكيف لها أن تحقق حلمها بالتزلج بهذه الحالة !

استمرت إيمي شهورا عدة وهي قابعة في منزلها ، متوارية عن الانظار  في غرفتها تريد الهروب من واقعها المؤلم ، فخطرت لها فكرة مفادها أنه لكي تتغلب على هذا الواقع يجب أن تنسى إيمي القديمة وتتعلم حب وتقدير  إيمي الجديدة ، فنظرت إلى الجانب الإيجابي من هذه الحالة وتركت الجانب السيئ  وهنا سألت نفسها سؤالها تصفه إيمي بالسؤال الذي غير حياتها فقالت لنفسها : ( لو كانت حياتي كتابا ، وأنا مؤلفته ، كيف أريد للقصة أن تحدث ؟ )

عادت إيمي للأحلام من جديد وآمنت بحلمها وبما يمكن أن تفعله ، وخلال أربعة أشهر ذهبت إيمي لرحلة تزلج ، وأثناء التزلج  سقطت إيمي وسقطت معها ساقيها المثبتتين على المزلجة وتدحرجا إلى أسفل الجبل وبقيت  هي في الأعلى تنظر للحدث ، ولكنها أدركت في هذه اللحظة أن عليها أن تبحث عن ساقين تناسب التزلج بدلاً من البكاء على ما حدث !!

وبعد مرور عام من البحث عما تريده ، توصلت إلى عمل ساقين مناسبين لها بمواد بسيط جداً ، وخلال هذه الفترة تبرع لها والدها بكليته وعادت إيمي للحياة من جديد ..!

الحكاية لم تنتهِ بعد  ، ففي عام 2005م شاركت إيمي في تأسيس منظمة غير ربحية هدفها مساعدة الشباب وصغار البالغين الذين يعانون من الإعاقة الجسدية على المشاركة في الرياضات المختلفة ، وسافرت بعدها لجنوب أفريقيا حيث شاركت في تسليم آلاف الأطفال أحذية ليتمكنوا من الذهاب إلى المدرسة ، وفي عام 2011م حصلت إيمي على جائزتين كأس العالم والميدالية الفضية في البطولة البارالمبيه  في التزلج على الجليد واكتسبت لقب أكثر أنثى متكيفة تتزلج على الجليد !!

السؤال الذي يجب أن يطرح :

ما السؤال الذي سنطرحه على أنفسنا لتتغير حياتنا وتتحقق أحلامنا  بعد توفيق الله وتيسيره ؟

أعمارنا تتناقص وأحلامنا تزداد يوما بعد يوم ، وبعضنا للأسف بدأ يتخلى عن أحلامه بسبب العقبات الكثيرة ، فتاة صغيرة ضعيفة مرت بعقبات كثيرة ومؤلمة جداً استطاعت أن تحقق أحلامها عندما آمنت بها وسعت لتحقيقها ، ما الذي ينقصني وينقصك لتحقيق أحلامنا ، فقط لنستعين بالله ولا نعجز ، والله الموفق والميسر وهو على كل شيء قدير ..

وفقنا الله وإياكم لطاعته وبلغنا أعظم مما تمنينا ، وجعلنا مباركين أينما كنا ودمتم بود .
*المصدر : القصة منتشرة على مواقع الشبكة .

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق