الجمعة، 28 فبراير 2014

بلاد الأفراح ..


 

هذا العنوان  اقتبسته من عنوان أحد مؤلفات ابن قيم الجوزية  -رحمه الله -  تكلم فيه الإمام عن الجنة وصفاتها وأسمائها وأهلها ودرجاتها ، وهو بحق كتاب ماتع  جداً عنوانه لمن أراد اقتنائه ( حادي الأرواح إلى بلاد الأفراح ) وهي  بالفعل  بلاد الأفراح فلا حزن ولا هم ولا غم ولا عناء أو شقاء وسيكون حديثي اليوم معكم حول وقفات  قصيرة في وصف  نعيم الجنة  فأبدأ بكتاب الله وهو خير الكتب وأفضلها وأجلها على الإطلاق ومع آيةً استوقفتني وبالتأكيد استوقفتكم كثيراً  في سورة النحل  ، يقول ربي جل في علاه:( جَنَّاتُ عَدْنٍ يَدْخُلُونَهَا تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الأَنْهَارُ لَهُمْ فِيهَا مَا يَشَاءُونَ كَذَلِكَ يَجْزِي اللَّهُ الْمُتَّقِينَ) [النحل : 31] يقول العلامة السعدي رحمه الله في تفسير قوله تعالى : (لَهُمْ فِيهَا مَا يَشَاءُونَ) "أي مهما تمنته أنفسهم ، وتعلقت به إراداتهم ، حصل لهم على أكمل الوجوه واتمها ، فلا يمكن أن يطلبوا  نوعاً من أنواع النعيم الذي فيه لذة القلوب وسرور الأرواح إلا وهو حاضر لديهم ولهذا يعطي الله  أهل الجنة كل ما تمنوه عليه حتى أنه يذكرهم أشياء من النعيم لم تخطر على قلوبهم "

وفي صحيحي  البخاري ومسلم (عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم: قال الله عز وجل: أعددت لعبادي الصالحين ما لا عين رأت، ولا أذن سمعت، ولا خطر على قلب بشر. مصداق ذلك في كتاب الله: فلا تعلم نفس ما أخفي لهم من قرة أعين جزاء بما كانوا يعملون ).

وفي كتاب الله وسنة نبينا صلى الله عليه وسلم  آيات واحاديث كثيرة في وصف الجنة ، جعلنا الله وإياكم ووالدينا والمسلمين من أهلها  ، وما اخترت الآية الكريمة والحديث الشريف السابقين إلا اختصاراً للوقت فقط  ، ودعوة لكم للبحث عن بقية الآيات والأحاديث التي لم أذكرها ،  وممن قرأت لهم من المعاصرين الكاتب  محمد الصوياني  مؤلف كتاب(الجنة حين اتمنى )والذي وصفه بأنه ليس وصفاً للجنة بالمعنى المعروف للوصف بل قال أنه ( مجرد أمنية .. حلم .. إنها دعاء مسافر دون ملل ) يقول في مقدمته وهي من أفضل مقدمات الكتب التي أثرت فيّ كثيراً و أجمل ما قرأت في الكتاب  :

"الجنة بالنسبة إليّ ليست مجرد حقيقة قادمة فقط ..

إنها المواعيد التي تم تأجيلها رغماُ عني ..

والأماكن التي لا تستطيع الأرض منحي إياها ..

إنها الحب الذي بخلت به الدنيا ..

والفرح الذي لا تتسع له الأرض ..

إنها الوجوه التي أشتاقها .. والوجوه التي حرمت منها ..

إنها نهايات الحدود وبدايات إشراق الوعود ..

إنها استقبال الفرح .. ووداع المعاناة والحرمان ..

الجنة زمن الحصول على الحريات .. فلا قمع ، ولا سياج ، ولا سجون ...

ولا خوف من القادم والمجهول ..

الجنة موت المحرمات .. وموت الممنوعات ..

الجنة موت السلطات .. الجنة موت الملل .. موت التعب ..

موت اليأس .. الجنة موت الموت .. "

***

إلى كل محزون ومهموم وكل من ضاقت عليه الأرض بما رحبت اقرأ وصف الجنة في كتاب الله وسنة نبيه صلى الله عليه وسلم  واتحداك ألا يذهب كل ما تعانيه سريعا وينقلب شوقاً وترقباً وتحفيزا لعمل الصالحات والزهد في الدنيا  ،وتذكر دائماً يا من تريد النجاح وتسعى جاهداً لنيله أن أعظم نجاح وأجل مطلوب هو ما ذكره الله تعالى في قوله :  (كُلُّ نَفْسٍ ذَائِقَةُ الْمَوْتِ وَإِنَّمَا تُوَفَّوْنَ أُجُورَكُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ فَمَنْ زُحْزِحَ عَنِ النَّارِ وَأُدْخِلَ الْجَنَّةَ فَقَدْ فَازَ وَمَا الْحَيَاةُ الدُّنْيَا إِلَّا مَتَاعُ الْغُرُورِ). [آل عمران:185]

وفقنا الله وإياكم لطاعته وأدخلنا الجنة ، وجعلنا مباركين أينما كنا  ، ودمتم بود ..

الجمعة، 21 فبراير 2014

السؤال الذي سيغير حياتك ..


 

"إذا كانت حياتك كتاب ، وأنت المؤلف ، كيف تريد للقصة أن تحدث؟ "

بهذا السؤال استهلت Amy Purdy)  ) إيمي بوردي حديثها في أحد المؤتمرات التحفيزية ..

إيمي بوردي ، فتاة صغيرة ، كان تحلم كغيرها من الأشخاص في هذا العالم بأحلام كثيرة وكبيرة ، ومن ضمن أحلامها أن تسافر إلى اقصى بقاع الأرض ، لكنّ حلم حياتها هو أن تذهب للتزلج على الجليد والشعور بالبرد في أطرافها فقد كانت تعيش في منطقةً حارة !

في التاسعة عشر من عمرها وبعد تخرجها من المدرسة الثانوية تحقق حلمها بالسفر إلى المناطق الباردة لتعمل هناك كأخصائية تدليك ..

وفي أحد الأيام وأثناء عودتها إلى المنزل شعرت بارتفاع بسيط في درجة حرارتها ، ظنت أنها ربما تكون حمى بسيطة ،وما هي إلى أربعاً وعشرين ساعة حتى نُقلت إيمي إلى المستشفى ووضعت تحت أجهزة الإنعاش مع أقل من 2% للنجاة كما صرح بذلك الأطباء !

دخلت في غيبوبة لأيام وجاء تشخيص طبيبها  بأنها مصابة بإلتهاب جرثومي في السحايا !!

مرت فترة تعتبرها إيمي الأسوأ في حياتها فقد قضت شهران ونصف الشهر في المستشفى فقدت  خلالها طحالها وكليتيها وحاسة السمع في أذنها اليسرى وساقيها الاثنين من أسفل الركبة !

خرجت إيمي من المستشفى على كرسي متحرك يدفعها والدها  ، ووالدتها تسير بجانبهما ولا أحد يتخيل حجم الألم الذي مرت به إيمي .. وبعد أيام قليلة وصلت ساقيها الصناعيتين فارتدتهما مع ألم بالغ،  وهنا لم يكن ألما جسديا فقط بل نفسيا أيضاً ، فكيف لها أن تحقق حلمها بالتزلج بهذه الحالة !

استمرت إيمي شهورا عدة وهي قابعة في منزلها ، متوارية عن الانظار  في غرفتها تريد الهروب من واقعها المؤلم ، فخطرت لها فكرة مفادها أنه لكي تتغلب على هذا الواقع يجب أن تنسى إيمي القديمة وتتعلم حب وتقدير  إيمي الجديدة ، فنظرت إلى الجانب الإيجابي من هذه الحالة وتركت الجانب السيئ  وهنا سألت نفسها سؤالها تصفه إيمي بالسؤال الذي غير حياتها فقالت لنفسها : ( لو كانت حياتي كتابا ، وأنا مؤلفته ، كيف أريد للقصة أن تحدث ؟ )

عادت إيمي للأحلام من جديد وآمنت بحلمها وبما يمكن أن تفعله ، وخلال أربعة أشهر ذهبت إيمي لرحلة تزلج ، وأثناء التزلج  سقطت إيمي وسقطت معها ساقيها المثبتتين على المزلجة وتدحرجا إلى أسفل الجبل وبقيت  هي في الأعلى تنظر للحدث ، ولكنها أدركت في هذه اللحظة أن عليها أن تبحث عن ساقين تناسب التزلج بدلاً من البكاء على ما حدث !!

وبعد مرور عام من البحث عما تريده ، توصلت إلى عمل ساقين مناسبين لها بمواد بسيط جداً ، وخلال هذه الفترة تبرع لها والدها بكليته وعادت إيمي للحياة من جديد ..!

الحكاية لم تنتهِ بعد  ، ففي عام 2005م شاركت إيمي في تأسيس منظمة غير ربحية هدفها مساعدة الشباب وصغار البالغين الذين يعانون من الإعاقة الجسدية على المشاركة في الرياضات المختلفة ، وسافرت بعدها لجنوب أفريقيا حيث شاركت في تسليم آلاف الأطفال أحذية ليتمكنوا من الذهاب إلى المدرسة ، وفي عام 2011م حصلت إيمي على جائزتين كأس العالم والميدالية الفضية في البطولة البارالمبيه  في التزلج على الجليد واكتسبت لقب أكثر أنثى متكيفة تتزلج على الجليد !!

السؤال الذي يجب أن يطرح :

ما السؤال الذي سنطرحه على أنفسنا لتتغير حياتنا وتتحقق أحلامنا  بعد توفيق الله وتيسيره ؟

أعمارنا تتناقص وأحلامنا تزداد يوما بعد يوم ، وبعضنا للأسف بدأ يتخلى عن أحلامه بسبب العقبات الكثيرة ، فتاة صغيرة ضعيفة مرت بعقبات كثيرة ومؤلمة جداً استطاعت أن تحقق أحلامها عندما آمنت بها وسعت لتحقيقها ، ما الذي ينقصني وينقصك لتحقيق أحلامنا ، فقط لنستعين بالله ولا نعجز ، والله الموفق والميسر وهو على كل شيء قدير ..

وفقنا الله وإياكم لطاعته وبلغنا أعظم مما تمنينا ، وجعلنا مباركين أينما كنا ودمتم بود .
*المصدر : القصة منتشرة على مواقع الشبكة .

الخميس، 13 فبراير 2014

الصداقة والمرجان ..


 

 

"لا تحسن الظن بي كي لا أخذلك ،ولا تسئ الظن بي  فتظلمني ، لكن اجعلني بدون ظنون، كي اكون كما أنا  !"

عبارة رائعة يجب أن تضم إلى فقرات دستور الصداقة ، فأغلب الأصدقاء تحدث بينهم مواقف ومشاكل وسببها سوء الظن ، أو إحسانه حد الغباء .. !

صديقك بشر ، يخطئ ويصيب ، يمر بحالات لا يستطيع الإفصاح عما بداخله سواء لك أو لغيرك ، وأيضاً يمر بحالات تظن أنه لا يوجد على الأرض صديقاً أفضل منه ،  لم يخلق منزها عن كل عيب ، ولا يوجد شخص كامل حتى أنت نفسك ، فارفق به وألتمس له سبعين عذراً كلما حصل منه ما يشوب علاقتكما النقية ..!

كذلك الأمر ينطبق على من لك تعامل مباشر معهم ، واحتكاك كبير بهم ، وفي نظري أن ما يؤدي إلى سوء الظن أو إحسانه تخيلنا وتوهمنا أن أصدقاءنا ما هم إلا نسخاً مكررة مِنًّا ! !

في هذا الصدد وصلتني هذا الأسبوع رسالة تدور في فلك هذا الأمر ، تقول القصة :

"أنه كان فيما مضى شابٌ ثري ثراءاً عظيماً ، والده يعمل بتجارة الجواهر والأحجار الكريمة ، وكان الشاب يُغدق على أصدقائه أيما إغداق وهم بدورهم يجلونه ويحترمونه بشكل لا مثيل له ..

مرت الأيام ، وتغيرت الأحوال ، فيموت والد ذلك الشاب وتفتقر الأسرة افتقاراً شديداً !

فَقَلَبَ الشابُ أيام رخائه ليبحث عن أصدقاء الماضي ، فتذكر صديقا منهم كان أعزهم وأقربهم إليه مودة ، وعلم حينها أن ذلك الصديق قد أصبح من الأثرياء ! فتوجه إليه آملا أن يجد عنده عملاً أو سبيلا لإصلاح الأحوال ، قابله حرس القصر وأخبرهم بعلاقته الوطيدة مع صاحب القصر وصداقة المتينة ، فأخبروا صديقة بذلك فنظر إليه من خلف الستار ، فرأى شخصاً رث الثياب عليه آثار الفقر والفاقة ، فقال للحرس :قولوا له أن صاحب القصر لا يمكنه استقبال أحداً الآن !

فخرج الرجل والدهشة تعلوه من تصرف صديقه ، متألماً على الصداقة كيف ماتت وعلى القيم  الكريمة كيف نُسيت ؟

عاد الرجل من حيث أتى ، لا يدري ماذا يفعل ولا أين يتوجه ، وبينما هو في الطريق إذا به يقابل ثلاثةً من الرجال عليهم أثر الحيرة وكأنهم يبحثون عن شيء فقال لهم : ما أمرُ القوم ؟

فرد متحدثهم قائلاً : نحن نبحث على رجلٍ يقال له فلان ابن فلان وذكروا اسم والده ! فرد الشاب : هذا الرجل أبي وقد توفي قبل فترة !

فاسترجع الرجال ، وتأسفوا ، وذكروا والده بخير ، وقالوا له إن والدك كان يعمل في تجارة المجوهرات والأحجار الكريمة ، وله عندنا قطعٌ نفيسةٌ من المرجان كان قد تركها عندنا أمانةً ونحن بدورنا اليوم نعيد الأمانة لك !

فأخرجوا كيساً مملوءاً مرجاناً وسلموه للشاب ومضوا في طريقهم !!

تسمر الشاب في مكانه والدهشة تعلوه وهو لا يصدق ما يرى ويسمع ..

فكر الشاب طويلاً  في كيفية بيع هذا المرجان ، لكنه صدم بالنتيجة فبلدته ليس فيها من يملك ثمن قطعة واحدة منها فكيف بكيس !!

وبعد برهة صادف امرأة كبيرة السن عليها آثار الثراء ، فقالت له : أين أجد مجوهرات للبيع في بلدتكم ؟ فاندهش الشاب من سؤالها وبادرها قائلا : أي نوعٍ من المجوهرات تريدين ؟ فقالت : أي أحجار كريمة رائعة الشكل ومهما كان ثمنها ..

فسألها : إن كان يعجبها المرجان ؟ فقالت : نِعم الطلب ..

فأخرج لها بضع قطع من الكيس  فابتاعتها ووعدته بالعودة لتشتري المزيد .. وهكذا عادت تجارته تنشط يوما بعد يوم حتى عاد كما كان أو أفضل ..

وذات يوم تذكر صديقه صاحب القصر ، وتذكر ما فعله معه ، فكتب له في رسالة بيتين وبعث بها صديقاً لهما ليسلمها له يقول فيها :

صحِبتُ قوماٌ لئاماً لا وفــاء لهم     يُدعَون بين الورى بالمكرِ والحيلِ

كانوا يجلونني مذ كنتُ رب غنى    وحين أفلستُ عدُوني من الـجـهـلِ

فلما قرأ ذلك الصديق هذين البيتين ، أخرج ورقة وكتب عليها ثلاثة أبيات رداً على صديقة جاء فيها :

أما الثلاثةُ قد وافوك من قِـبَـلي     ولـم تـكـن سـببـا إلا من الحيلِ

أما من ابتاعت المرجان والدتي    وأنت أنت أخي بل منتهى أملي

وما طردناك من بخلٍ ومن قللٍ      لكن عليك خشينا وقفة الخجلِ "

ختاماً ..

ما أجمل أن تحضى بصديق يفعل ما يسعدك دون أن يفصح عن نفسه ولا يبتغي مقابلاً سوى سعادتك ..

جعلنا الله وإياكم لأصدقائنا ذلك الصديق الوفي الكريم الذي يضرب به المثل وجعلهم لنا بأضعاف ذلك ..

ووفقنا الله وإياكم لطاعته وجعلنا مباركين أينما كنا ودمتم بود ..  

الخميس، 6 فبراير 2014

قصاصات ملاحظاتي .. !


 

يحدث أحيان أن تخطر على ذهني كلمات وعبارات ، أحاول إكمالها  لتكون مقالاً ، فتأبى الزيادة وتبقى حبيسة ملاحظات هاتفي ، وآثرت اليوم أن أشارككم قراءتها ، لعل فيها ما يلامس قلوبكم ويعجب ذائقتكم ، وتجدون فيها الفائدة ..

****

·        لا تقتل نفسك حزناً على أمرٍ ذهب ، وحلم ضاع ..!

فمهما كان مفقودك لن يكون أعز من طفلٍ فقده والداه ومع هذا يقول جل في علاه : ( فَأَرَدْنَا أَنْ يُبْدِلَهُمَا رَبُّهُمَا خَيْرًا مِنْهُ زَكَاةً وَأَقْرَبَ رُحْمًا ) فبإذن الله سيُبدلك الله خيراً مما فقدت فقط احتسب مصابك عند الله وثق وأحسن الظن به سبحانه ..

***

·     إياك وجرح القلوب ، فحينما تُجرح ! تتباعد وتتبلد حتى لا يؤثر فيها قربٌ أو بعد ..!
ولن تعود كما كانت مهما حصل -إلا أن  يشاء الله - فهي كالزجاج أو أشد تحسساً ..!

***

·        مما علمتني الحياة ، أن الناس في تواصلهم معك أنواع وحريٌ بك أن تتعامل مع كل صنف بما يناسبه :

الصِنف الأول : أناسٌ يحبونك ، جُعِلت قرة عين لهم ، يهشون ويبشون لرؤيتك ولو اتيتهم في أحلك الظروف وأضيقها ، هؤلاء عليك بمواصلتهم دائماً وأبداً وقد لا تحظى في الحياة إلا بواحدٍ فقط فتمسك به .. !

الصِنف الثاني: أناس لا يحبونك إلا وقت راحتهم وتفرغهم ، فأنت بالنسبة لهم مصدر الضحك والسعادة ويريدونك أن تكون سعيداً دائماً تخفف حزنهم وتبدد مللهم فهؤلاء إياك أن تطرق بابهم إلا إذا طلبوك ..!

الصِنف الثالث : أناس لا يحبونك ولا يكرهونك لكنهم لا يتحدثون معك إلا وقت حاجتهم وبعدها تنتهي العلاقة حتى حاجةً أخرى ، فهؤلاء تصدق عليهم بنفعك ( إن الله يجزي المتصدقين ) ولا تجعل لهم قدراً عندك ..

الصِنف الرابع والأخير : أناس منافقون يظهرون حبهم لك بكلمات قليلة وقلوبهم ملىء بكرهك ، ولا يواصلونك إلا إذا واصلتهم ، فهؤلاء ابتعد عنهم إلا من كان له حق قرابه فصِله إجلالاً لله وإياك أن يطلع على أسرارك وما يفرحك..!

***

·        أتدري متى نشعر بالضعف ، وقِلة الحيلة ؟!

حينما نكون في مواجهة من نحب .. !

إما أن نخسره ونكسب أنفسنا ،وإما أن نكسبه ونخسر أنفسنا ، وهذه أشد واقسى على النفس !

وليس لنا في هذه الحالة وكل حال سوى الله يفرج الهم ويحل الإشكال ويلهمنا الصواب ..

***

·     راقب كلماتك ، فرُب كلمة جرت لك عدواً ، ورُب كلمة جلبت لك صديقاً لا يعوض ، ويكفيك  عن الحكم التي تحث على الصمت إلا عن قول الخير حديث  " إن الرجل ليتكلم بالكلمة لا يرى بها بأسا يهوي بها سبعين خريفا في النار " !

***

ختاماً يا رفاق ..

هذا  ما جادت به ذاكرة هاتفي لكم ، وهي كما أسلفت عبارات وسطور كتبتها في أوقات  مختلفة وظروف متباينة  ، فإن أحسنت فمن الله وإن أسأت فمن نفسي والشيطان ..

وفقنا الله وإياكم لطاعته ، ورزقنا الحكمة ، وجعلنا مباركين أينما كنا ، ودمتم بود ..