يقول شوقي :
وكن رجلاً إن أتوا بعده
يقولون مرَّ وهذا الأثر
يا لجمال هذا البيت وعمق معناه ، والأجمل منه ترك أثراً بالفعل ، والغالب
منا يا رفاق ينظرون للأثر على أنه لابد أن يكون عملاً عظيماً يذكره التاريخ ، وما
علموا أنه قد يكون في أبسط الأشياء !!
فقيامك بتعليم أحد أطفالك أو أطفال أقربائك سورة من القرآن ولِنقُل
فاتحة الكتاب أمر بسيط في نظرك وقد لا تلقِ له بالا ولو فكرت قليلاً فإن الطفل
سيكبر وسيرددها يوميا سبعة عشر مره على الأقل، و سيعلمها لأحد الأشخاص وكل ذلك في
موازين حسناتك ..
وكذلك الأمر في تصحيحك لخطأ أحدهم في عبادة ، أو دعوته لتأدية نافلة ،
أو تطبيق سنة نبوية ، أو حسن خلق وكريم أدب مع الناس ، فلا تحقر من المعروف شيئاً
..
هذه السطور تبادرت إلى ذهني فور سماع قصة (جاد الله القرآني ) في أحد
برامج الداعية نبيل العوضي – وفقه الله - علي شاشة التلفاز ، بحثت عن هذه القصة
فوجدتها في أحد المواقع على شبكة الانترنت وأنا أنقلها لكم أحبتي ، متمنيةً لكم
قراءة ممتعة ، وفائدة عظيمة تجنونها من خلال
هذه القصة :
" في
مكان ما في فرنسا قبل ما يقارب الخمسين عاماً كان هناك شيخ - كبير السن – من أصول تركية ، عمره خمسون عاماً اسمه
إبراهيم ويعمل في دكان لبيع الأغذية .. يقع هذا الدكان في عمارة تسكن في أحد شققها عائلة يهودية، ولهذه
العائلة اليهودية ابن اسمه (جاد) ، له من العمر سبعة أعوام ..
اعتاد الطفل
جاد أن يأتي لدكان العم إبراهيم يومياً لشراء احتياجات المنزل، وكان في كل مرة وعند
خروجه يستغفل العم إبراهيم ويسرق قطعة شوكولاتة! وفي يوم ما، نسي جاد أن يسرق قطعة شوكولاتة عند خروجه
فناداه العم إبراهيم
وأخبره بأنه
نسي أن يأخذ قطعة الشوكولاتة التي يأخذها يومياً !
أصيب جاد
بالرعب لأنه كان يظن بأن العم إبراهيم لا يعلم عن سرقته شيئاً ،وأخذ يناشد العم بأن
يسامحه و يعده بأن لا يسرق قطعة شوكولاتة مرة أخرى ..
فقال له العم
إبراهيم : " لا ، تعدني بأن لا تسرق أي شيء في حياتك ، وكل يوم وعند خروجك خذ
قطعة الشوكولاتة فهي لك " .. فوافق جاد بفرح ..
مرت السنوات
وأصبح العم إبراهيم بمثابة الأب والصديق والأم لـجاد، ذلك الشاب اليهودي ، وكان جاد
إذا تضايق من أمر أو واجه مشكلة يأتي للعم إبراهيم ويعرض له المشكلة ، وعندما ينتهي
يُخرج العم إبراهيم كتاب من درج في المحل ويعطيه جاد ، ويطلب منه أن يفتح صفحة عشوائية
من هذا الكتاب ،وبعد أن يفتح جاد الصفحة يقوم العم إبراهيم بقراءة الصفحتين التي تظهر
، وبعد ذلك يُغلق الكتاب ويحل المشكلة ويخرج جاد وقد انزاح همه وهدأ باله وحُلّت مشكلته
.. !
واستمر العم
إبراهيم ، التركي المسلم كبير السن على هذا الحال مع جاد لسنوات عديدة ! وبعد سبعة
عشر عاماً أصبح جاد شاباً في الرابعة والعشرين من عمره وأصبح العم إبراهيم في السابعة
والستين من عمره ..
توفي العم
إبراهيم وقبل وفاته ترك صندوقاً لأبنائه ووضع بداخله الكتاب الذي كان جاد يراه كلما
زاره في المحل ووصى أبناءه بأن يعطوه جاد بعد وفاته كهدية منه لـ جاد، الشاب اليهودي
!
علم جاد بوفاة
العم إبراهيم عندما قام أبناء العم إبراهيم بإيصال الصندوق له ، وحزن حزناً شديداً
وهام على وجهه حيث كان العم إبراهيم هو الأنيس له والمجير له من لهيب المشاكل .. !
في يوم ما
حصلت مشكلة لـ جاد فتذكر العم إبراهيم ومعه تذكر الصندوق الذي تركه له ،فعاد للصندوق
وفتحه وإذا به يجد الكتاب الذي كان يفتحه في كل مرة يزور العم إبراهيم في محله!
فتح جاد صفحة
في الكتاب ولكن الكتاب مكتوب باللغة العربية وهو لا يعرفها فذهب لزميل تونسي له وطلب
منه أن يقرأ صفحتين من هذا الكتاب ، فقرأها ! وبعد أن شرح جاد مشكلته لزميله التونسي
أوجد هذا التونسي الحل لـ جاد !
ذُهل جاد
وسأله : ما هذا الكتاب ؟
فقال له التونسي
: هذا هو القرآن الكريم ، كتاب المسلمين !
فرد جاد وكيف
أصبح مسلماً ؟
فقال التونسي
: أن تنطق الشهادة وتتبع الشريعة
فقال جاد
: أشهد ألا إله إلا الله وأن محمداً رسول الله"
أسلم جاد
واختار له اسماً هو "جاد الله القرآني" ، وقد اختاره تعظيماً لهذا الكتاب المبهر وقرر أن
يسخر ما بقي له في هذه الحياة في خدمة هذا الكتاب الكريم .. تعلم جاد الله القرآن وفهمه
وبدأ يدعو إلى الله في أوروبا حتى أسلم على يده خلق كثير وصلوا لستة آلاف يهودي ونصراني
..
و في يوم
ما وبينما هو يقلب في أوراقه القديمة فتح القرآن الذي أهداه له العم إبراهيم وإذا هو
يجد بداخله في البداية خريطة العالم وعلى قارة أفريقيا توقيع العم إبراهيم وفي الأسفل
قد كُتبت الآية "أدع إلى سبيل ربك بالحكمة والموعظة الحسنة "!
فتنبه جاد
الله وأيقن بأن هذه وصية من العم إبراهيم له وقرر تنفيذها ،فترك أوروبا وذهب يدعوا
لله في كينيا وجنوب السودان وأوغندا والدول المجاورة لها وأسلم على يده من قبائل الزولو
وحدها أكثر من ستة ملايين إنسان .. !
جاد الله
القرآني ، هذا المسلم ، الداعية الملهم، قضى في الإسلام 30 سنة سخرها جميعها في الدعوة
لله في مجاهل أفريقيا وأسلم على يده الملايين من البشر ، و في عام 2003 م توفي جاد الله القرآني ، بسبب الأمراض التي أصابته في أفريقيا
في سبيل الدعوة
لله وكان وقتها يبلغ من العمر أربعة وخمسين عاماً قضاها في رحاب الدعوة ..
الحكاية لم
تنته بعد .. !
أمه ، اليهودية
المتعصبة والمعلمة الجامعية والتربوية ، أسلمت
عام 2005 م أي بعد سنتين من وفاة ابنها الداعية
..
أسلمت وعمرها
سبعون عاماً ، وتقول أنها أمضت الثلاثين سنة
التي كان فيها ابنها مسلماً تحارب من أجل إعادته
للديانة اليهودية
، وأنها بخبرتها وتعليمها وقدرتها على الإقناع لم تستطع أن تقنع ابنها بالعودة بينما
استطاع العم إبراهيم،
ذلك المسلم
كبير السن أن يعلق قلب ابنها بالإسلام !
يقول الدكتور
صفوت حجازي :بأنه خلال مؤتمر في لندن يبحث في موضوع دارفور ، قابل أحد شيوخ قبيلة الزولو
والذي يسكن في منطقة دارفور وخلال الحديث سأله الدكتور حجازي : هل تعرف الدكتور جادالله
القرآني ؟
وعندها وقف
شيخ القبيلة وسأل الدكتور حجازي : وهل تعرفه أنت ؟
فأجاب الدكتور
حجازي: نعم وقابلته في سويسرا عندما كان يتعالج هناك ..
فَهَمًّ شيخ
القبيلة على يد الدكتور حجازي يقبلها بحرارة، فقال له الدكتور حجازي : ماذا تفعل ؟
لم أعمل شيئاً يستحق هذا !
فرد شيخ القبيلة
: أنا لا أقبل يدك، بل أقبل يداً صافحت الدكتور جاد الله القرآني !
فسأله الدكتور
حجازي : هل أسلمت على يد الدكتور جاد الله ؟
فرد شيخ القبيلة
: لا ، بل أسلمت على يد رجل أسلم على يد الدكتور جاد الله
القرآني رحمه
الله !!
سبحان الله،
كم يا ترى سيسلم على يد من أسلموا على يد جاد الله القرآني ؟ ! والأجر له ومن تسبب
بعد الله في إسلامه، العم إبراهيم المتوفى منذ أكثر من 30 سنة .. "
وفقنا
الله وإياكم لطاعته ، وأدخلنا الجنة ومن نحب ، وجعلنا مباركين أينما كنا ..
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق