الخميس، 5 ديسمبر 2013

النجاح ..


النجاح ..! 

 من منا لا ترتسم الابتسامة على شفتيه بمجرد أن ينطق هذه الكلمة ،ومن منا لا يفتأ يرددها في دعائه بل ويجعلها هاجساً وغاية !!  مِنا قطعاً من قد ذاق معنى هذه الكلمة  يوما من الدهر ، وبالأصح كلنا ذقناه ونحن لا نعلم أو لم نلقِ بالاً  له وسأخبرك ما معنى ذلك من خلال هذه السطور وأعدك أن لا تنتهي من قراءة المقال إلا وأنتَ مبتسماً مشرق الوجه كعادتك !! 

للنجاح تعاريف ومفاهيم مختلفة ولو بحثت في مفهوم  هذه الكلمة ومعناها عند كل شخص لوجدت الكثير الكثير من الأفكار ووجهات النظر المختلفة ، وأكثر ما راق لي من هذه المفاهيم  يقول " النجاح هو أن تنتقل من فشلٍ إلى فشل دون أن تفقد حماسك " !!

حقيقةً لو تأملت هذا التعريف لوجدته حقاً, فإصرارك ومثابرتك لتحقيق أمرٍ ما نجاح بحد ذاته فكم من الأشخاص  توقفوا عند أول عثره ودفنوا أحلامهم فور ولادتها !! .. 

ولو استمرينا في البحث لو جدنا أغلب مفاهيم النجاح تدور حول النجاح الوظيفي والدراسي وتحقيق الأهداف الشخصية ولكن  السؤال الذي يتبادر إلينا فور قراءة هذه المفاهيم هو :هل يعني أن من لم يحقق النجاح في أحد هذه المجالات يعتبر فاشلاً ؟

لا بالطبع ، لا يعتبر فاشلاً فكم من فاشلٍ دراسي – كما يطلق عليه - حقق مالم يحققه المتفوقين ولكم كأقرب مثال : توماس أديسون – فقد " كان إديسون  شريد الذهن في كثير من الأحيان بالمدرسة، و وصفه أستاذه بأنه "فاسد" فأنهى إديسون ثلاثة أشهر من الدراسة الرسمية " وتولت والدته تعليمه في المنزل و الآن "يمتلك 1093 براءة اختراع أمريكية تحمل اسمه، فضلا عن العديد من براءات الاختراع في المملكة المتحدة وفرنسا وألمانيا"  كما يُذكر  دائماً في سيرته ،ويمكنك الاطلاع على باقي سيرته من خلال الموسوعة الحرة على شبكة الانترنت ،والكتب المتخصصة في السير الذاتية للعلماء والمخترعين . 

وقس على ذلك من وصِموا بالفشل الوظيفي ورأيناهم ناجحين في مجالات أخرى وغيرهم الكثير الكثير .

وفي نظري أن النجاح الحقيقي  والشخص الناجح هو :

من أدى صلاةً خاشعة مكتملة الأركان والواجبات والسنن ، من برع في رسم الابتسامة على شفتي  والديه وتُوفيا  راضيين عنه ، من يقرأ الأذكار مطمئناً بقلبه ولسانه ، من يتلو  سورةً من القرآن بتدبرٍ يصاحبه تطبيق لما قرأ ، من يرأى صديقاً أو قريباً له حزيناً أو مهموماً فما يلبث إلا أن يبدل حزنه وهمه فرحاً بسرور يدخله على قلبه ، من يتراقص الأطفال فرحاً بقدومه ، من فاز بدعوة من أخيه أو أحد والديه  في الثلث الأخير من الليل ، من ختمِ له بعمل صالح يرضاه الله عنه ،من .. من .. 

ولكم حق الإكمال كما تحبون يا رفاق ..

وفي الختام تذكر أن  مقياس النجاح يختلف من شخصٍ لآخر ،  فإياك أن تحكم على نفسك بالفشل ، ولو فشلت لا قدر الله في أمرٍ ما ، فتش جيداً عن نجاحك العظيم في أمرٍ آخر ، لأن الله تعالى ما صرف عنك شيء إلا والخير كل الخير في ذهابه ويريد بفضله وجوده وكرمه أن يعطيك أفضل مما أُخذ منك ، فقط ثِق به سبحانه وتوكل عليه  ..

وقد لخصَّ أحد الكُتْاب هذا المقال ، في قوله" :  النجاح هو أن تكون سعيداً في باطن الأرض، بينما يضج الناس فوقها بكاءاً لموتك "

وخيرٌ من السطور السابقة وأجلُّ وأعظم قول الباري جل في علاه  في سورة آل عمران : [[ كُلُّ نَفْسٍ ذَآئِقَةُ الْمَوْتِ وَإِنَّمَا تُوَفَّوْنَ أُجُورَكُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ فَمَن زُحْزِحَ عَنِ النَّارِ وَأُدْخِلَ الْجَنَّةَ فَقَدْ فَازَ وَما الْحَيَاةُ الدُّنْيَا إِلاَّ مَتَاعُ الْغُرُورِ ( 185)]]

 أي وربي هذا هو النجاح الحقيقي الذي يتطلب منا بذل الغالي والنفيس في سبيله لا أن نتنافس ونتباغض و يملأنا الحزن والحسد  لأجل أمور دنيوية ، ومع ذلك يجب أن نوازن فنعمل لنجاحنا الدنيوي والأُخروي ودائماً اجعل حزنك على فشلك في أمر يتعلق بالأخرة وسييسر الله لك بإذنه أمور الدنيا   .. 

وفقنا الله وإياكم لطاعته ،وأدخلنا الجنة ومن نحب ،ودمتم مباركين أينما تكونوا ..

 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق