الخميس، 26 ديسمبر 2013

أين الخير .. ؟



"خيراً إن شاء الله .. ، الخير فيما اختاره الله .. اختيار الله للعبد خير من اختيار العبد لنفسه .. " وهلم جرا ..

عبارات رائعة يرددها معظمنا حال حصول ما لم يتمناه ، أو ذهاب وضياع ما يريده أو تأخره .. لكنها للأسف تبقى قول لسان فقط ،  والقليل منا من خرجت من قلبه  ورافقته في كل حال وكل موقف ..

لذا نجد أكثرنا يصاب بحالة من اليأس والحزن والاحباط ، بمجرد ما يبتلى بذهاب ما يحب ، أو تأخره ، فتجده يندب حظه السيئ- كما يصفه – ويتشاءم من مستقبله ، ويردد : خير ! أين الخير فيما حصل ! ولو تأنى قليلاً لعلم أن الخير كل الخير فيما حصل ..

حديثي اليوم  يا رفاق ، محاولة لحل مشكلة ترديدنا للعبارات الجميلة أعلاه ومع ذلك نمر بحالات اليأس والحزن والألم في بعض الأحيان ،  واتمنى أن يوفقني الله وإياكم للوصول لحل لهذه المشكلة ..

كلنا يعرف قصة ذلك الوزير الذي كلما أصاب الملك شيئاً قال (لعله خير ) ، حتى أصيبت يد الملك يوماً وأضطر لقطع أحد أصابعه ، فما كان من ذلك الوزير إلا أن ردد مقولته الشهيرة: ( لعله خير ) !، عندها غضب الملك وأمر بحبس الوزير !، وخرج الملك في رحلة للصيد وللأسف وقع  في يد جماعة تعبد الأصنام واخذوا الملك ليتقربوا به لهذه الأصنام ولكنهم وجدوا أن أحد أصابع يده مقطوعه فتركوه ، عاد الملك فرحاً بنجاته ، وأخرج الوزير وأخبره القصة  واعتذر له ، وقال  : عندما قطعت أصبعي قلت لعله خير فنجوتُ من الموت ،وعندما أمرت الحراس أن يحبسوك قلت: لعله خير فما الخير في حبسك ؟ فرد الوزير الحكيم : ( لو كنت معك لقدموني قربانا بدلا منك ) .. 

هذه قصة رمزية  تدعونا للتفاؤل وتوقع الخير دائماً، وفي القرآن العظيم أحسن القصص وأصدقها ،  ومنها  على سبيل المثال لا الحصر ،قصص موسى عليه السلام مع الخضر في سورة الكهف ، هذه السورة الكريمة التي نقرأها كل أسبوع ، وكذلك قصة يوسف عليه السلام فإن فيها من العبر والدعوة إلى التفاؤل والأمل مهما حصل لك- وحتما لم يحصل لك كما حصل ليوسف عليه السلام -   ما الله به عليم ،  وأحاديث رسولنا الكريم صلى الله عليه وسلم كثيرة في هذا الشأن ، منها  قوله صلى الله عليه وسلم في الصحيحين : " والذي نفسي بيده ، لا يقضي الله للمؤمن قضاء إلا كان خيرا له ، إن أصابته سراء فشكر كان خيرا له ، وإن أصابته ضراء فصبر كان خيرا له ، وليس ذلك لأحد غير المؤمن " ،  ولو تذكر أحدنا ما مر به من المواقف التي حزن وتألم لذهابها كثيراً ومع مرور الوقت اكتشف أن الخير كان في ذهابها  أو تأخرها ، لدمعت عيناه أسفاً على سوء ظنه بربه وقصر نظره  ، كل هذه الأمور تجعلك تدرك أن ما اختاره الله لك خيراً رضيت أم أبيت لكن عقولنا القاصرة لا تدرك ذلك ولا تريد أن تدرك مع الأسف !

 يقول ابن القيم رحمه  الله:  (لو كشف الله الغطاء لعبده، وأظهر له كيف يدبر الله له أموره، وكيف أن الله أكثر حرصاً على مصلحة العبد من العبد نفسه،  وأنه أرحم به من أمه، لذاب قلب العبد محبة لله ولتقطع قلبه شكراً لله) .

لذا عود نفسك دائماً على حسن الظن بالله ، فالله تعالى اختارك من بين ملايين الخلق لتكون مسلماً وهذه النعمة لا تعدلها نعمه ، وهو سبحانه لن يكتب لك إلا ما هو خير لك ، وعود نفسك دائما أن لا تحصر الخير والسعادة في أمر أو شخص ما ، فتبتلى به كما يقال ، وعود نفسك على الرضا وردد ضمن دعواتك التي تسأل الله إجابتها هذا الدعاء  (اللهم رضني بقضائك, و بارك لي في قدرك, حتى لا أحب تعجيل ما أخرت, ولا تأخير ما عجلت) ..

أنا معك أن الانتظار مر ومؤلم  في أغلب الأحيان ، وذهاب ما نحب أشد ألماً ، لكن ما العمل إذاً ؟ هل نستسلم للوساوس والأفكار السيئة التي تدعو  لليأس والقنوط من رحمة الله وهذا أمرٌ عظيم أعاذنا الله وإياكم منه ، أم نفعل أمر آخر أعظم أجر وأكثر راحة لنفوسنا وطمأنينة لقلوبنا ،وذلك باستحضار قوله تعالى في سورة البقرة {وَعَسَى أَنْ تَكْرَهُوا شَيْئًا وَهُوَ خَيْرٌ لَكُمْ وَعَسَى أَنْ تُحِبُّوا شَيْئًا وَهُوَ شَرٌّ لَكُمْ وَاللَّهُ يَعْلَمُ وَأَنْتُمْ لَا تَعْلَمُونَ} عند حصول ما نكره وحتما ستتسرب الطمأنينة إلى أرواحنا حال انتهاءنا من تلاوة هذه الآية ، وتشرق أنفسنا بأمل كبير بأن القادم أجمل بإذن الله ..

"وما أَدْرِي إِذَا يَمَّمْتُ أَرضاً... أُريدُ الخَيْرَ أَيُّهُما يَلِينِي

 أَأَلخَيْرُ الَّذِي أَنا أَبْتَغِيهِ ... أَم الشَّرُّ الَّذِي هُوَ يَبْتَغِينِي "

وفقنا الله وإياكم لطاعته ، ورزقنا صدق التوكل عليه وحسن الظن به ، وجعلنا وإياكم مباركين أينما كنا ..

الخميس، 19 ديسمبر 2013

احتفظ بـ ( سلبيتك وشروطك وعقباتك ) ، وسأحتفظ بحلمي !



بعضنا إن لم يكن أكثرنا يحفظ قصة ذلك الطالب الفقير الذي طلب  الاستاذ  منه ومن زملاءه في الصف  مهمة كتابة ما يرغبون في تحقيقه عندما يكبرون ، فما كان منه إلا أن كتب أنه يحلم  بامتلاك مزرعة واسعة يربي فيها العديد من الخيول ، مما جعل  الأستاذ يعطيه درجة ضعيف في الموضوع لأن حلمه مستحيل ،فكيف له كفقير أن يحلم بمثل هذا ! فرد عليه ذلك الصبي قائلاً: احتفظ أنت بالدرجة وسأحتفظ بحلمي .. وبعد مرور زمن حقق ذلك الصبي حلمه وأصبح يمتلك أكبر مزرعة للخيول في أمريكا ويدرب فيها المئات من مربي الخيول ..!


من منا يا رفاق لم يحصل له نفس  هذا الموقف لكن باختلاف التفاصيل ، فهذا حال دون تحقيق حلمه ظرف صحي وذاك  ظرف مادي والأخر أمر  نفسي وتلك  شروط  ومتطلبات !

البعض منا جاهد للوصول لحلمه والآخر اكتفى بالبكاء والوقوف على الأطلال بين الحين والآخر ، وآخرون دفنوا أحلامهم ورضوا بالأمر الواقع ..

عند استعراضنا لقصص الناجحين ، لن نجد منهم من حقق نجاحه بطريق ممهده  وسبل ميسرة  ، وليس جلهم حصل على الدعم سواء مادي أو معنوي فالغالب منهم كان فقيرا والبعض الآخر وصف بالجنون لاستحالة فكرته في نظر أعداء النجاح ، ومدمري الأحلام ، لكنهم جاهدوا وبذلوا الغالي والنفيس للوصول لما يريدون ووصلوا ..

يٌقال  " لأننا غير مخلصين لأحلامنا  ! لذلك لا تتحقق !! ;لأننا نمارس أحلامنا كوسيلة للهروب من الواقع ولا نمارسها كفرض على الواقع  "

كم من قصص النجاح قرأنا إلى الآن ، وكم بيتاً في النجاح نردده صباح مساء ، ولم يزل بعضنا لم يتقدم خطوات في تحقيق حلمه ، والغالب يضع الحق على المثبطين ونسى أنه أولهم لأنه سمح لنفسه بالركون إلى أقوالهم وخان حلمه !فلم يبذل أقل الأسباب ، ودائماً يتوقف عند أول العثرات ويسلك طريقاً واحد لتحقيق ذلك الحلم ونسي أن كل الطرق تؤدي إلى حلمه لكنه أصر على سلوك ذلك الطريق دون غيره في كل مرة !

إننا ننجح دائما في صنع المبررات لإخفاقنا ، ونفشل مع الأسف في إيجاد الحلول والخطط البديلة لتحقيق تلك الأحلام ..

إلى كل من توقف  ..  هذه فرصة لك لاستئناف العمل على تحقيق حلمك فما زال في العمر بقية ، فإنك "إن تصل متأخراً خيراً من ألا تصل أبداً " فقط أبدأ بداية جادة متوكلا على الله ، ثم واثقاً بنفسك وبقدراتك ، محيطاً نفسك بالأشخاص الذين يتمتعون بالإيجابية والتفاؤل  ، وحاذياً حذو نماذج النجاح الباهر  ممن مروا بنفس ظروفك أو أصعب منها ، مبتعدا عن مثبطي الهمم ، ومدمني السلبية والتشاؤم ، وإن تبعوك وهم سيتبعونك حتماً لأن نجاحك موت لهم !! قل لهم كما قال ذلك الصبي: ( احتفظوا بـ  ( سلبيتكم وشروطكم وعقباتكم ) وسأحتفظ بحلمي" ، وسر في طريقك مرددا  :

"سأمشي إلى العليا مشي مكافح      ألوذ بعز الله من كل معتدٍ "

وفقنا الله وإياكم لطاعته ،  وبلغنا آمالنا وأحلامنا ، وجعلنا وإياكم مباركين أينما كنا ..

الخميس، 12 ديسمبر 2013

يقولون مرَّ وهذا الأثر..!



يقول شوقي :

وكن رجلاً إن أتوا بعده      يقولون مرَّ وهذا الأثر

يا لجمال هذا البيت وعمق معناه ، والأجمل منه ترك أثراً بالفعل ، والغالب منا يا رفاق ينظرون للأثر على أنه لابد أن يكون عملاً عظيماً يذكره التاريخ ، وما علموا أنه قد يكون في أبسط الأشياء !!

 فقيامك بتعليم أحد أطفالك أو أطفال أقربائك سورة من القرآن ولِنقُل فاتحة الكتاب أمر بسيط في نظرك وقد لا تلقِ له بالا ولو فكرت قليلاً فإن الطفل سيكبر وسيرددها يوميا سبعة عشر مره على الأقل، و سيعلمها لأحد الأشخاص وكل ذلك في موازين حسناتك ..

وكذلك الأمر في تصحيحك لخطأ أحدهم في عبادة ، أو دعوته لتأدية نافلة ، أو تطبيق سنة نبوية ، أو حسن خلق وكريم أدب مع الناس ، فلا تحقر من المعروف شيئاً ..

هذه السطور تبادرت إلى ذهني فور سماع قصة (جاد الله القرآني ) في أحد برامج الداعية نبيل العوضي – وفقه الله - علي شاشة التلفاز ، بحثت عن هذه القصة فوجدتها في أحد المواقع على شبكة الانترنت وأنا أنقلها لكم أحبتي ، متمنيةً لكم قراءة ممتعة ، وفائدة عظيمة تجنونها من خلال  هذه القصة :

" في مكان ما في فرنسا قبل ما يقارب الخمسين عاماً كان هناك شيخ -  كبير السن – من أصول تركية ، عمره خمسون عاماً اسمه إبراهيم ويعمل في دكان لبيع الأغذية .. يقع هذا الدكان  في عمارة تسكن في أحد شققها عائلة يهودية، ولهذه العائلة اليهودية ابن اسمه (جاد) ، له من العمر سبعة أعوام ..

اعتاد الطفل جاد أن يأتي لدكان العم إبراهيم يومياً لشراء احتياجات المنزل، وكان في كل مرة وعند خروجه يستغفل العم إبراهيم ويسرق قطعة شوكولاتة!  وفي يوم ما، نسي جاد أن يسرق قطعة شوكولاتة عند خروجه فناداه  العم إبراهيم

وأخبره بأنه نسي أن يأخذ قطعة الشوكولاتة التي يأخذها يومياً !

أصيب جاد بالرعب لأنه كان يظن بأن العم إبراهيم لا يعلم عن سرقته شيئاً ،وأخذ يناشد العم بأن يسامحه و يعده بأن لا يسرق قطعة شوكولاتة مرة أخرى ..

فقال له العم إبراهيم : " لا ، تعدني بأن لا تسرق أي شيء في حياتك ، وكل يوم وعند خروجك خذ قطعة الشوكولاتة فهي لك " .. فوافق جاد بفرح ..

مرت السنوات وأصبح العم إبراهيم بمثابة الأب والصديق والأم لـجاد، ذلك الشاب اليهودي ، وكان جاد إذا تضايق من أمر أو واجه مشكلة يأتي للعم إبراهيم ويعرض له المشكلة ، وعندما ينتهي يُخرج العم إبراهيم كتاب من درج في المحل ويعطيه جاد ، ويطلب منه أن يفتح صفحة عشوائية من هذا الكتاب ،وبعد أن يفتح جاد الصفحة يقوم العم إبراهيم بقراءة الصفحتين التي تظهر ، وبعد ذلك يُغلق الكتاب ويحل المشكلة ويخرج جاد وقد انزاح همه وهدأ باله وحُلّت مشكلته .. !

واستمر العم إبراهيم ، التركي المسلم كبير السن على هذا الحال مع جاد لسنوات عديدة ! وبعد سبعة عشر عاماً أصبح جاد شاباً في الرابعة والعشرين من عمره وأصبح العم إبراهيم في السابعة والستين من عمره ..

توفي العم إبراهيم وقبل وفاته ترك صندوقاً لأبنائه ووضع بداخله الكتاب الذي كان جاد يراه كلما زاره في المحل ووصى أبناءه بأن يعطوه جاد بعد وفاته كهدية منه لـ جاد، الشاب اليهودي !

علم جاد بوفاة العم إبراهيم عندما قام أبناء العم إبراهيم بإيصال الصندوق له ، وحزن حزناً شديداً وهام على وجهه حيث كان العم إبراهيم هو الأنيس له والمجير له من لهيب المشاكل .. !

في يوم ما حصلت مشكلة لـ جاد فتذكر العم إبراهيم ومعه تذكر الصندوق الذي تركه له ،فعاد للصندوق وفتحه وإذا به يجد الكتاب الذي كان يفتحه في كل مرة يزور العم  إبراهيم في محله!

فتح جاد صفحة في الكتاب ولكن الكتاب مكتوب باللغة العربية وهو لا يعرفها فذهب لزميل تونسي له وطلب منه أن يقرأ صفحتين من هذا الكتاب ، فقرأها ! وبعد أن شرح جاد مشكلته لزميله التونسي أوجد هذا التونسي الحل لـ جاد !

ذُهل جاد وسأله : ما هذا الكتاب ؟

فقال له التونسي : هذا هو القرآن الكريم ، كتاب المسلمين !

فرد جاد وكيف أصبح مسلماً ؟

فقال التونسي : أن تنطق الشهادة وتتبع الشريعة

فقال جاد : أشهد ألا إله إلا الله وأن محمداً رسول الله"

أسلم جاد واختار له اسماً هو "جاد الله القرآني"  ، وقد اختاره تعظيماً لهذا الكتاب المبهر وقرر أن يسخر ما بقي له في هذه الحياة في خدمة هذا الكتاب الكريم .. تعلم جاد الله القرآن وفهمه وبدأ يدعو إلى الله في أوروبا حتى أسلم على يده خلق كثير وصلوا لستة آلاف يهودي ونصراني ..

و في يوم ما وبينما هو يقلب في أوراقه القديمة فتح القرآن الذي أهداه له العم إبراهيم وإذا هو يجد بداخله في البداية خريطة العالم وعلى قارة أفريقيا توقيع العم إبراهيم وفي الأسفل قد كُتبت الآية "أدع إلى سبيل ربك بالحكمة والموعظة الحسنة "!

فتنبه جاد الله وأيقن بأن هذه وصية من العم إبراهيم له وقرر تنفيذها ،فترك أوروبا وذهب يدعوا لله في كينيا وجنوب السودان وأوغندا والدول المجاورة لها وأسلم على يده من قبائل الزولو وحدها أكثر من ستة ملايين إنسان .. !

جاد الله القرآني ، هذا المسلم ، الداعية الملهم، قضى في الإسلام 30 سنة سخرها جميعها في الدعوة لله في مجاهل أفريقيا وأسلم على يده الملايين من البشر ، و في عام 2003 م توفي جاد الله القرآني ، بسبب الأمراض التي أصابته في أفريقيا

في سبيل الدعوة لله وكان وقتها يبلغ من العمر أربعة وخمسين عاماً قضاها في رحاب الدعوة ..

الحكاية لم تنته بعد .. !

أمه ، اليهودية المتعصبة والمعلمة الجامعية والتربوية ،  أسلمت عام 2005 م أي  بعد سنتين من وفاة ابنها الداعية ..

أسلمت وعمرها سبعون عاماً  ، وتقول أنها أمضت الثلاثين سنة التي كان فيها ابنها مسلماً تحارب من أجل إعادته

للديانة اليهودية ، وأنها بخبرتها وتعليمها وقدرتها على الإقناع لم تستطع أن تقنع ابنها بالعودة بينما استطاع العم إبراهيم،

ذلك المسلم كبير السن أن يعلق قلب ابنها بالإسلام !  

يقول الدكتور صفوت حجازي :بأنه خلال مؤتمر في لندن يبحث في موضوع دارفور ، قابل أحد شيوخ قبيلة الزولو والذي يسكن في منطقة دارفور وخلال الحديث سأله الدكتور حجازي : هل تعرف الدكتور جادالله القرآني ؟

وعندها وقف شيخ القبيلة وسأل الدكتور حجازي : وهل تعرفه أنت ؟

فأجاب الدكتور حجازي: نعم وقابلته في سويسرا عندما كان يتعالج هناك ..

فَهَمًّ شيخ القبيلة على يد الدكتور حجازي يقبلها بحرارة، فقال له الدكتور حجازي : ماذا تفعل ؟ لم أعمل شيئاً يستحق هذا !

فرد شيخ القبيلة : أنا لا أقبل يدك، بل أقبل يداً صافحت الدكتور جاد الله القرآني !

فسأله الدكتور حجازي : هل أسلمت على يد الدكتور جاد الله ؟

فرد شيخ القبيلة : لا ، بل أسلمت على يد رجل أسلم على يد الدكتور جاد الله
القرآني رحمه الله !!

سبحان الله، كم يا ترى سيسلم على يد من أسلموا على يد جاد الله القرآني ؟ ! والأجر له ومن تسبب بعد الله في إسلامه، العم إبراهيم المتوفى منذ أكثر من 30 سنة .. "

وفقنا الله وإياكم لطاعته ، وأدخلنا الجنة ومن نحب ، وجعلنا مباركين أينما كنا ..

الخميس، 5 ديسمبر 2013

النجاح ..


النجاح ..! 

 من منا لا ترتسم الابتسامة على شفتيه بمجرد أن ينطق هذه الكلمة ،ومن منا لا يفتأ يرددها في دعائه بل ويجعلها هاجساً وغاية !!  مِنا قطعاً من قد ذاق معنى هذه الكلمة  يوما من الدهر ، وبالأصح كلنا ذقناه ونحن لا نعلم أو لم نلقِ بالاً  له وسأخبرك ما معنى ذلك من خلال هذه السطور وأعدك أن لا تنتهي من قراءة المقال إلا وأنتَ مبتسماً مشرق الوجه كعادتك !! 

للنجاح تعاريف ومفاهيم مختلفة ولو بحثت في مفهوم  هذه الكلمة ومعناها عند كل شخص لوجدت الكثير الكثير من الأفكار ووجهات النظر المختلفة ، وأكثر ما راق لي من هذه المفاهيم  يقول " النجاح هو أن تنتقل من فشلٍ إلى فشل دون أن تفقد حماسك " !!

حقيقةً لو تأملت هذا التعريف لوجدته حقاً, فإصرارك ومثابرتك لتحقيق أمرٍ ما نجاح بحد ذاته فكم من الأشخاص  توقفوا عند أول عثره ودفنوا أحلامهم فور ولادتها !! .. 

ولو استمرينا في البحث لو جدنا أغلب مفاهيم النجاح تدور حول النجاح الوظيفي والدراسي وتحقيق الأهداف الشخصية ولكن  السؤال الذي يتبادر إلينا فور قراءة هذه المفاهيم هو :هل يعني أن من لم يحقق النجاح في أحد هذه المجالات يعتبر فاشلاً ؟

لا بالطبع ، لا يعتبر فاشلاً فكم من فاشلٍ دراسي – كما يطلق عليه - حقق مالم يحققه المتفوقين ولكم كأقرب مثال : توماس أديسون – فقد " كان إديسون  شريد الذهن في كثير من الأحيان بالمدرسة، و وصفه أستاذه بأنه "فاسد" فأنهى إديسون ثلاثة أشهر من الدراسة الرسمية " وتولت والدته تعليمه في المنزل و الآن "يمتلك 1093 براءة اختراع أمريكية تحمل اسمه، فضلا عن العديد من براءات الاختراع في المملكة المتحدة وفرنسا وألمانيا"  كما يُذكر  دائماً في سيرته ،ويمكنك الاطلاع على باقي سيرته من خلال الموسوعة الحرة على شبكة الانترنت ،والكتب المتخصصة في السير الذاتية للعلماء والمخترعين . 

وقس على ذلك من وصِموا بالفشل الوظيفي ورأيناهم ناجحين في مجالات أخرى وغيرهم الكثير الكثير .

وفي نظري أن النجاح الحقيقي  والشخص الناجح هو :

من أدى صلاةً خاشعة مكتملة الأركان والواجبات والسنن ، من برع في رسم الابتسامة على شفتي  والديه وتُوفيا  راضيين عنه ، من يقرأ الأذكار مطمئناً بقلبه ولسانه ، من يتلو  سورةً من القرآن بتدبرٍ يصاحبه تطبيق لما قرأ ، من يرأى صديقاً أو قريباً له حزيناً أو مهموماً فما يلبث إلا أن يبدل حزنه وهمه فرحاً بسرور يدخله على قلبه ، من يتراقص الأطفال فرحاً بقدومه ، من فاز بدعوة من أخيه أو أحد والديه  في الثلث الأخير من الليل ، من ختمِ له بعمل صالح يرضاه الله عنه ،من .. من .. 

ولكم حق الإكمال كما تحبون يا رفاق ..

وفي الختام تذكر أن  مقياس النجاح يختلف من شخصٍ لآخر ،  فإياك أن تحكم على نفسك بالفشل ، ولو فشلت لا قدر الله في أمرٍ ما ، فتش جيداً عن نجاحك العظيم في أمرٍ آخر ، لأن الله تعالى ما صرف عنك شيء إلا والخير كل الخير في ذهابه ويريد بفضله وجوده وكرمه أن يعطيك أفضل مما أُخذ منك ، فقط ثِق به سبحانه وتوكل عليه  ..

وقد لخصَّ أحد الكُتْاب هذا المقال ، في قوله" :  النجاح هو أن تكون سعيداً في باطن الأرض، بينما يضج الناس فوقها بكاءاً لموتك "

وخيرٌ من السطور السابقة وأجلُّ وأعظم قول الباري جل في علاه  في سورة آل عمران : [[ كُلُّ نَفْسٍ ذَآئِقَةُ الْمَوْتِ وَإِنَّمَا تُوَفَّوْنَ أُجُورَكُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ فَمَن زُحْزِحَ عَنِ النَّارِ وَأُدْخِلَ الْجَنَّةَ فَقَدْ فَازَ وَما الْحَيَاةُ الدُّنْيَا إِلاَّ مَتَاعُ الْغُرُورِ ( 185)]]

 أي وربي هذا هو النجاح الحقيقي الذي يتطلب منا بذل الغالي والنفيس في سبيله لا أن نتنافس ونتباغض و يملأنا الحزن والحسد  لأجل أمور دنيوية ، ومع ذلك يجب أن نوازن فنعمل لنجاحنا الدنيوي والأُخروي ودائماً اجعل حزنك على فشلك في أمر يتعلق بالأخرة وسييسر الله لك بإذنه أمور الدنيا   .. 

وفقنا الله وإياكم لطاعته ،وأدخلنا الجنة ومن نحب ،ودمتم مباركين أينما تكونوا ..