الجمعة، 25 أبريل 2014

أهم أهدافي ..


 

 

" إذا طلبـت عـظـيمـاً فاصـبـرنّ لــه     أو فـاحـشـدنّ رمـاح الخطَّ والقُضبا

  ولا تُعـِـدَّ صـغـيـرات الأمـور لــه      إن الصـغـائر ليسـت لـلـعـلا أهبــــا

  ولن ترى صحبةً ترضى عواقبها      كالحق والصبر في أمر إذا اصطحبا "

                                                                  أحمد شوقي .

يُـقال أن :

( أول خطوات تحقيق الحلم هو الاستيقاظ منه ) !

ومما هو مُسًلمٌ به أننا جميعاً  على وجه هذه البسيطة نحلم ، وكل له أمنية عظُمتْ أو صغُرتْ منا من يستيقظ لتحقيق حلمه وأمنيته ومنا   من لايزال في سباتٍ عميق غارقاً في أحلام اليقظة ، وجزءٌ آخر منا  حكم على حلمه بالإعدام في مهده ونسي أن "المستحيل يقبع في عقول العاجزين" فقط  !

 وكثيراً ما أقول أن علينا إن لم يتحقق ولو جزء يسير من أحلامنا أن نفتش عن الخلل في أنفسنا قبل أن نعلقه على شماعة الآخرين والظروف والزمان وغيرهم وغيرهم من المظلومين الذين نلصق ما يحدث لنا بهم دون أدنى تفكير !

خمسة أيام فقط تفصلنا عن نهاية النصف الأول من عام 1435هـ عام النجاح بإذن الله كما أطلقت وأطلقتم معي عليه ، ونحن في هذه الأيام مهمتنا مراجعة ما حدث في هذه الستة أشهر ، إما ربح وإما خسارة وأمنياتي أن تكون أرباحنا أكثر من خسائرنا أو على الأقل نصل لنقطة التعادل كما يقول المحاسبين ..

وإن كانت النتائج على غير ما نتمنى فالمطلوب مني ومنك أن ننسى ما حدث  ونفتح صفحة أخرى مع النجاح وعهد جديد وعزم قوي على التغيير للأفضل والتركيز على أهدافنا فلايزال دون نهاية العام وموعد إنجاز الأهداف المحدد ستة أشهر ، على الأقل لينتهي العام ونحن في منتصف الرحلة أفضل من أن ينتهي ونحن لانزال في أماكننا عند بدايته ..!

هذا ما أحببت قوله وتوضيحه لكم في مقال هذا الأسبوع ، فنجاحكم من ضمن الأهداف التي رسمتها في خطة عمري ووجودي على هذه البسيطة ، وأملي أن تكونوا ناجحين موفقين دائماً وأبداً على جميع الأصعدة ، وأن نضيف لهذه الحياة شيئاً يليق بخير أمةٍ أخرجت للناس ..

وفقنا الله وإياكم لطاعته ، ورزقنا الإخلاص في القول والعمل ، وجعلنا مباركين أينما كنا ، ودمتم بود .

الجمعة، 18 أبريل 2014

الكنز ..


 

يقول شوقي رحمه الله :

دقاتُ قلب المرء قائلةً له     إن الحياة دقائقٌ وثوانِ

 

خرجتُ من إحدى الدورات التدريبية لإدارة الوقت بمعلومة  صعقتني وهي:

 أن إضاعة خمسة عشر دقيقة من وقتك كل يوم يعني إضاعة سنة من عمرك !

فكْر معي كم سنةً أضعنا إلى الآن ؟ وكم سنة ننوي إضاعتها مستقبلاً – لا قدر الله - ..؟

الوقت يا أحبتي أغلى ما نملك وللأسف أكثر ما نضيع !

في الحديث الشريف يقول صلى الله عليه وسلم :

" لَا تَزُولُ قَدَمُ ابْنِ آدَمَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ مِنْ عِنْدِ رَبِّهِ حَتَّى يُسْأَلَ عَنْ خَمْسٍ عَنْ عُمُرِهِ فِيمَ أَفْنَاهُ وَعَنْ شَبَابِهِ فِيمَ أَبْلَاهُ وَمَالِهِ مِنْ أَيْنَ اكْتَسَبَهُ وَفِيمَ أَنْفَقَهُ وَمَاذَا عَمِلَ فِيمَا عَلِمَ "

كم مرةً قرأنا هذا الحديث ؟ وكم مرةً أخذنا به وجعلناه  نصب أعيننا حينما تسول لنا أنفسنا إضاعة أوقاتنا فيما لا ينفع ؟

قال بعض الحكماء : من أمضى يوماً من عمره في غير حق قضاه أو فرض أدّاه ، أو مجدٍ أثّله – أي ورّثه – أو حمد حصله ، أو خير أسنه ، أو علم اقتبسه ، فقد عقّ يومه وظلم نفسه "

ولا يوجد ناجحٌ في هذه الحياة إلا وله طريقة في إدارة وقته واستغلال الدقائق والثواني فيما يعود عليه بالنفع دنيا وآخره ، ومما يُروى أن  الشافعي رحمه الله كان  يقسم ليله ثلاثة أجزاء :

الثلث الأول يكتب فيه ، والثلث الثاني يصلي ، والثلث الثالث ينام "

رحم الله الشافعي ورزقنا حرصه على وقته ولا يسعني أن أقول لي ولك :

فتشبهوا إن لم تكونوا مثلهم       إنَّ التشبهَ بالكرامِ فلاحُ

ختاماً ..

الناجح والفاشل كلاهما يمتلكان أربعاً وعشرين ساعةً يومياً ، لكن الفرق بينهما أنهما يختلفان في إدارة هذه الساعات !! والخيار لك ، وأظن بأنك ستتخذ طريق الناجح في إدارة ساعات يومك ..

وفقنا الله وإياكم لطاعته ، وبارك لنا في أوقاتنا ، وجعلنا مباركين أينما كنا .. ودمتم بود .

 

الجمعة، 11 أبريل 2014

سِمَة الناجحين ..


 

يقول المتنبي :

" إذا  غامرت فــي شـرفٍ مروم      فـلا تـقنــع بــمـا دون النـجوم

   فطعم الموت في أمــرٍ حـقــيرٍ       كطعم الموت في أمر عظيم  "

ويقول علي بن محمد الكاتب البستي :

إذا ما مضى يومٌ ولم أصطنع يداً    ولم أقتبس علماً فما هو من عمري

وقال عمر بن عبدالعزيز –رحمه الله – لدكين لما جاءه :

"يا دُكين إن لي نفساً توَّاقة ، لم تزل تتوق إلى الإمارة ، فلما نلتها تاقت إلى الخلافة ، فلما نِلتها تاقت إلى الجنة "

إن الهمة العالية  دأب الصالحين ، وسمة الناجحين ، وعلامة رجاحة العقل ، ومصدر إعجاب الآخرين واقتدائهم بك ، لا يفقدها إلا  من هانت عليه نفسه حتى شغلها بأبسط الغايات  وتوافه الأمور .

يقول محمد المقدم في كتابه عُلُو الهِمَّة :

"الهمة العالية حِكر على طلاب الآخرة "

بمعنى أنه لا يطلق عليك صاحب هِمّةٍ عالية إذا كان همك فقط الدنيا وما فيها ، بل يجب أن يكون همك الأول من أي عمل تعمله في الدنيا الآخرة على سبيل المثال لا الحصر :

أنت قد تجتهد في دراستك لتحصل على عمل وتجتهد في عملك لتحتل مرتبة أعلى من مرتبتك الآن هذه كلها أعمال دنيوية لكن لو جعلت نيتك أن تساهم في خدمة الناس وخدمة الأمة الإسلامية ورفعتها وتقدمها فأنت بهذا تصبح صاحب همة عالية همك الآخرة إضافةً إلى تأديتك للواجبات والاجتهاد في النوافل كلما سنحت لك الفرصة والاكثار من  الطاعات في المواسم وأوقات الخير كرمضان وعشر ذي الحجة وغيرها من الأوقات الفاضلة وتلين جانبك للناس وتساهم ولو بشيء بسيط في سعادتهم وتفريج همومهم وغيرها و غيرها من الأعمال البسيطة في نظرك والكبيرة في نظر الآخرين وأهم أمر أن لا يكون همك الدنيا في أي عمل تقوم به  ، وبهذا تصبح من العظماء الذين سيذكرهم الناس ، وتروى قصصهم للأجيال وأفضل من هذا وذاك الأجر العظيم من رب العالمين بفضله وجوده وكرمه ..

و دائماً تذكر :

" اعمل لدنياك كأنك تعيش أبدا , و اعمل لآخرتك كأنك تموت غدا " .

وفقنا الله وإياكم لطاعته ، ورزقنا الهمة العالية ، ودمتم بود .

الجمعة، 4 أبريل 2014

ألد أعداء النجاح ..


 

 

قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( اغتنم خمساً قبل خمس : شبابك قبل هرمك ، وصحتك قبل سقمك ،وغناك قبل فقرك ، وفراغك قبل شغلك ، وحياتك قبل موتك ) ..

الشباب وقت العمل والجد ، ووقت النشاط المتقد ، ووقت الهمم العالية ، فمن لم تكن له هِمةٌ في شبابه لم تكن له إنجازات عند شيخوخته ..

ونحن معاشر الشباب يفتكُ بأغلبنا داء خطير لا أظن أن أحداً نجى منه إلا من رحم ربي ، وهو داء التسويف ..

فكم من مواهب قتلت ، ومن إنجازات أُجلِت ، ومن أعمار انقضت بسبب هذا الداء العضال ..

تذكر كم مرةً قررنا عمل إنجاز ، فأتى هذا الداء بصورة الصديق الرفيق المشفق فقال لي ولك :

أتركه للغد ، وإذا جاء الغد ، كرر مقولته الشهيرة ، وقال لا زال في الوقت سعه لنبدأ من الغد وهكذا حتى تتصرم الأيام واحداً تلو الآخر ولم  نفعل شيئاً ..

اتفقنا في بداية هذا العام على انجاز أمور وأهداف رسمنا خطة سيرها وجعلنا نهاية العام موعداً لنيلها ، والسؤال الذي يجب طرحه في هذا الوقت تحديداً :

بقي قرابة 25 يوماً على انتصاف عام 1435هـ   ، فماذا أنجزت من أهدافك إلى الآن ، وإلى أي المراحل العملية وصلت ؟

الوقت يا صديقي يمضي سريعاً ، والأهداف ستبقى حبراً على ورق إن لم نتحرك ، ونصيحتي لك ولي قبلك:
 أن نحث السير في طريق القمة ، وكلما صادفنا صاحب السوء (التسويف) ، وزين لنا تأجيل أعمالنا فلنغلق الآذان عن سماعه ولنقل له بصوت عالٍ : الآن.. الآن ! فرفاقنا الناجحين ، ومعلمينا العظماء ينتظروننا على قمة المجد ولن نتأخر أكثر عنهم ..!

ختاماً ..

يقول الشافعي -رحمه الله - :

أَنَا إنْ عِشْتُ لَسْتُ أعْدَمُ قُوتاً       وَإذا متّ لَسْتُ أعْدَمُ قَبْرَا

همتي همَّةُ المـلوكِ ونـفسـي       نَفْسُ حُرٍّ تَرَى الْمَذَلَّة كُفْرَا

 والشافعي –رحمه الله – فيما يذكر عنه  "حفظ القرآن الكريم وهو ابن سبع سنين، وحفظ الموطأ وهو ابن عشر ، ثم أخذ يطلب العلم في مكة حتى أُذن له بالفتيا وهو فتى دون عشرين سنة!!

وتوفي سنة 204هـ "، تاركاً إرثاً علمياً كبيراً لا يزال يُستشهد بأقواله وتُدرس مؤلفاته حتى يوماً هذا ، وحريٌ بي وبك أن نجعل منه قدوةً لنا بعد رسولنا الكريم صلى الله عليه وسلم وصحابته  رضوان الله عليهم ..

وفقنا الله وإياكم لطاعته ، ورزقنا الهمة العالية ،و جعلنا مباركين أينما كنا ودمتم بود .