النجاح في الحياة ليس
بالأمر السهل ولكنه ليس صعباً للغاية ، أمرٌ يدركه الكثير ويجهله الكثير أيضاً ، وطريقه
معروف لأكثر الناس ، والكثير يسلك الطريق الخاطئ.. !
طريق النجاح يا صديقي ليس مفروشاً بالورود كما تعلم ، وليس
ممهداً دائماً ، مليء بالعقبات محفوف بالمخاطر ، لذا تجد البعض وصفوا بعض الناجحين
بالمجانين ، قد تتعرض فيه لامتحانات كثيرة ولا تكاد تنتهي من امتحان حتى تبدأ
بامتحان آخر وكلها تصب في صالح قوتك وصلابتك لإكمال هذا الطريق ولتزيدك إصراراً وكفاحاً ، فلا تخشى ما
تمر به في ذلك الطريق ولا تشتكي كثيراً
فالناجحون كما يصمتون عن خططهم ولا يظهرونها لأحد كذلك لا يشكون للخلق فهم
متوكلون على الله يشكون بثهم وحزنهم إليه ..
لذا كن ناجحاً في
علاقاتك، فالناس لا تحب من يكثر الشكوى والتذمر ، ويحبون من يدخل السرور عليهم ،
قد تعترض وتقول : إنني أتقبل الناس حينما يشكون لي هموهم ومشكلاتهم وأحاول جاهداً
أن أحلها ؟!، وسأرد عليك : نعم هم يثقون بك كشخص يساعدهم على حل مشكلاتهم لكن ليس
كلهم يتمتع بما تتمتع به من صفات فلا تحزن حينما تقع في مشكلة ولا تجد أحد ممن
ساعدتهم يواسيك ..
"الشكوى لغير
الله مذلة "كما يُقال ، فاجعل شكواك له وأملك الكبير بقدرته العظيمة
فمهما كبرت قدرة الخلق فقدرة الله أكبر وأعظم فلا تشكو لغيره ..
"قال الأحنف بن قيس : شكوت إلى عمي وجعاً في بطني فنهرني وقال : إذا نزل
شيء فلا تشكه لأحد فإنما الناس رجلان صديق تسوءه وعدو تسره ، والذي بك لا تشكه إلى
مخلوق مثلك لا يقدر على دفع مثله عن نفسه ، ولكن أشك لمن ابتلاك به فهو قادر على
أن يفرج عنك ، يا ابن أخي إحدى عيني هاتين ما أبصر بها من أربعين سنة وما أطلعت
على ذلك امرأتي ولا أحداً من أهلي ."
ويقول الدكتور مصطفى
السباعي –رحمه الله – في كتابه هكذا علمتني الحياة :
" إذا اشتكيت
إلى إنسان مرضك أو ضائقتك ، ثم لم يفعل من أجلك شيئاً إلا أن يقول : لاحول ولا قوة
إلا بالله ، فلا تشتكِ إليه مرة أخرى فلو
كان أخاٌ حميماً لأرّقه ألمك ، ولو كان رجلاً شهماً لبادر إلى معونتك فوفر حظك من
الشكوى لمن كان له حظ أكبر من المروءة ..
ويقول أيضاً :
الشكوى إلى غير أخ
صادق أو مواسٍ كريم مهانة يستغلها عدو لئيم أو حاسد زنيم ولو استطعت ألاَّ تشكو
إلا إلى الرحمن الرحيم كان أعظم لثوابك ومودة أصحابك .."
ختاماً يا صديقي إذا
هممت بالشكوى لأحد تذكر هذا البيت ، وبإذن الله سيتغير رأيك !
وَإِذَا شَكَوتَ إلى
ابنِ آدمَ إِنَّمَا *** تَشْكُو الرَّحِيمَ إلى الذي لا يَرْحَمُ.
وردد قـول الله تـعـالـى عـلـى لـسـان نبـيه يعقوب –عليه وعلى رسولنا الصلاة والسلام -: (إِنَّمَا
أَشْكُو بَثِّي وَحُزْنِي إِلَى اللَّهِ ) ..
وفقنا الله وإياكم
لطاعته ، ورزقنا صدق التوكل عليه وحسن الظن به ، وجعلنا مباركين أينما كنا ، ودمتم
بود ..
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق