"الكِتَابُ هُو
الجَلِيسُ الذِي لايُطْريكَ والصَّديقُ الذي لايَقليك ، والرَّفيقُ الذي
لايَمَلُّك ، والمُسْتَمِعُ الذي يَسْتَزيدك ، والجَارُ الذي لا يَسْتَبْطئُك .
والصَّاحِبُ الذي لايُرِدُ إسْتِخْرَاجَ مَاعِنْدَكَ بالمَلَقِ، ولايُعَامِلُكَ
بالمَكرِ ، ولايَخْدَعُكَ بالنّفَاقِ” الجاحظ .
من لم ينعم بحب
القراءة ، لن يشعر بصدق كلمات الجاحظ ، وكأني أراك أيها القارئ النهم تهز رأسك
استحساناً لمّا قرأت كلماته وتتمتم بعد كل
عبارة بـ (صَدَق ) !
لن استخدم اسلوب
التنظير معكم ولكن سأحدثكم عن تجربة وبأسلوب بسيط جداً ،وأول ما أود توضيحه لأحبتي
المتكاسلين عن القراءة والذين يرونها شيئاً مثيراً للضجر والضيق أن القراءة ليست شيئاً غريباً ولا شيئاً مزعجاً لا يفعله
إلا غريبي الأطوار والمعقدين ..!
انظر إلى الناجحين حولك هل تعتقد أن أحداً منهم
وصل إلى ما وصل إليه بعد توفيق الله بدون أن يقرأ ويزداد ثقافة وعلماً ..
أحدثك عن نفسي إذا توقفت عن القراءة اشعر أنني لا أعرف كيف
اتحدث ولا أناقش وأشعر أنني عبئاً على الحياة ، ولا استطيع فعل شيء ..!
صدقني ستكون أهدأ مما
سبق ، ولن تقحم نفسك في أمور لا فائدة لك ولا لغيرك فيها وسينخفض صوتك أثناء
الجدال وستسافر وأنت في مقعدك وبين أهلك إلى أماكن مختلفة وعصور قديمة وحديثة ، وسيرتقي
فكرك وخلقك بعد توفيق الله، ستتغير حياتك للأفضل بإذن الله ..
ستقول لي : إذا كانت
هذه فائدة القراءة فماذا أقرأ ؟
أبد باهتماماتك بعد
كتاب الله وسنة نبيه صلى الله عليه وسلم أبدأ بمختصرات التفاسير وكتب السنة ، ثم
أبدأ بقراءة ما تميل له نفسك على حسب مجال الكتاب ، وحجمه وأسلوب المؤلف حتى تصبح
القراءة جزء من حياتك وتشعر أن هناك صداقة بينكما بعدها أقرأ ما شئت لكن أسأل
الخبراء فهناك كتب لا تستحق القراءة ، وكتب قد تؤثر لا قدر الله على عقيدتك
وأخلاقك !! .. ومن ثمرات وسائل التواصل الاجتماعي ما خرج منها من حسابات تهتم
بالكتب عن طريق تقييم الكتب ووضع الاقتباسات منها ويمكنك من خلالها سؤال صاحب الحساب عن جودة مادة الكتاب ومناسبتها
لما تريد وما المآخذ التي تؤخذ على الكتاب
والأمور التي يجب التنبه لها عند قراءة الكتاب ..
هذه الطريقة قد تختلف
من قارئ لآخر ، لكن خذها نصيحة مني أقرأ الكتب التي تخرج منها بزيادة في إيمانك
وأخلاقك وثقافتك ، ولا تضيع وقتك وجهدك في قراءة كتب لا تستفيد منها بشيء ..
ختاماً ..
هناك مقولة رائعة
تختصر فوائد وأهمية القراءة هي :
"إذا أردت أن تسعد إنسانا فحبب إليه القراءة" ..
ملأ الله حياتكم
بالسعادة ، وعمر أوقاتكم بطاعته ورضاه وجعلنا وإياكم مباركين أينما كنا ودمتم بود
..