حياتنا مليئة بالتقلبات ، نرتفع مرة
وننخفض أخرى ، ونفرح مرات ونحزن أكثر ، وننجح أحيان ونفشل أحياناً أخرى وعلى هذه
الفكرة والسنة الكونية تدور حياتنا وتتقلب أيامنا ..
الذكي الحصيف من وطن نفسه في هذه
الدنيا على تقبل الحياة بكل ما فيها من حلو ومر ، وسهل وحزَن ، ومحبوب ومكروه ،
ومما يرتبط بهذا الأمر إدراكه أنه عبدٌ لله يتصرف فيه كما يشاء ، وكل ما اختاره
الله له خيراً وفي هذا الأمر يقول عمر رضي الله عنه " مَا أُبَالِي عَلَى أَيِّ حَالٍ أَصْبَحْتُ ،
عَلَى مَا أُحِبُّ أَوْ عَلَى مَا أَكْرَهُ ، وَذَلِكَ لأَنِّي لا أَدْرِي
الْخَيْرَ فِيمَا أُحِبُّ أَوْ فِيمَا أَكْرَهُ " ، والخير كل الخير فيما يختاره الله لنا ..
فيا أحبتي ..
دعوا الخوف والقلق والهم ، فو الله ما نفع الخوف من خاف ، ولا أضر
للنفس والقلب من القلق والهم ، وللأمور رب يدبرها في صالحنا ، وإن لم تعجبنا ، ورب
أرحم بنا من أمهاتنا وأحبابنا أحق أن نثق به ونتوكل عليه في السر والعلن وأن نعمل
بما جاء في حديث ابن عباس الشهير ((
يَا غُلَامُ إِنِّي أُعَلِّمُكَ كَلِمَاتٍ احْفَظْ اللَّهَ يَحْفَظْكَ احْفَظْ
اللَّهَ تَجِدْهُ تُجَاهَكَ إِذَا سَأَلْتَ فَاسْأَلْ اللَّهَ وَإِذَا اسْتَعَنْتَ
فَاسْتَعِنْ بِاللَّهِ وَاعْلَمْ أَنَّ الْأُمَّةَ لَوْ اجْتَمَعَتْ عَلَى أَنْ
يَنْفَعُوكَ بِشَيْءٍ لَمْ يَنْفَعُوكَ إِلَّا بِشَيْءٍ قَدْ كَتَبَهُ اللَّهُ
لَكَ وَلَوْ اجْتَمَعُوا عَلَى أَنْ يَضُرُّوكَ بِشَيْءٍ لَمْ يَضُرُّوكَ إِلَّا
بِشَيْءٍ قَدْ كَتَبَهُ اللَّهُ عَلَيْكَ رُفِعَتْ الْأَقْلَامُ وَجَفَّتْ
الصُّحُفُ)) ..هذا الحديث ينبغي أن يدون على قلوبنا ويحفظ ويدرس ويجعل دواء للأمراض
المتعلقة بالخوف والهم والقلق ..
وفي
الختام ..
تذكر
قول أحدهم وقد أصاب في هذا الأمر كثيراً :
[
لا تتضايق إذا وجدت في حياتك بعض التقلبات ، هذا أمر صحي !
لأن
حياتك مثل رسم تخطيط القلب ، إذا كان على خط واحد فهذا يعني أنك ميت ]
وتذكر
دائماً وأبداً قول الباري جل في علاه : (مَا يَفْتَحِ اللَّهُ لِلنَّاسِ مِنْ رَحْمَةٍ فَلا مُمْسِكَ لَهَا وَمَا يُمْسِكْ فَلا
مُرْسِلَ لَهُ مِنْ بَعْدِهِ وَهُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ)
..
وفقنا
الله وإياكم لطاعته ورزقنا فوق ما نأمل وأعلى مما نطلب وجعلنا مباركين أينما كنا
ودمتم بود ..