الجمعة، 20 يونيو 2014

رسم تخطيط القلب ..


 

 

حياتنا مليئة بالتقلبات ، نرتفع مرة وننخفض أخرى ، ونفرح مرات ونحزن أكثر ، وننجح أحيان ونفشل أحياناً أخرى وعلى هذه الفكرة والسنة الكونية تدور حياتنا وتتقلب أيامنا ..

الذكي الحصيف من وطن نفسه في هذه الدنيا على تقبل الحياة بكل ما فيها من حلو ومر ، وسهل وحزَن ، ومحبوب ومكروه ، ومما يرتبط بهذا الأمر إدراكه أنه عبدٌ لله يتصرف فيه كما يشاء ، وكل ما اختاره الله له خيراً وفي هذا الأمر يقول عمر رضي الله عنه " مَا أُبَالِي عَلَى أَيِّ حَالٍ أَصْبَحْتُ ، عَلَى مَا أُحِبُّ أَوْ عَلَى مَا أَكْرَهُ ، وَذَلِكَ لأَنِّي لا أَدْرِي الْخَيْرَ فِيمَا أُحِبُّ أَوْ فِيمَا أَكْرَهُ " ، والخير كل الخير فيما يختاره الله لنا ..

فيا أحبتي ..

دعوا الخوف والقلق والهم ، فو الله ما نفع الخوف من خاف ، ولا أضر للنفس والقلب من القلق والهم ، وللأمور رب يدبرها في صالحنا ، وإن لم تعجبنا ، ورب أرحم بنا من أمهاتنا وأحبابنا أحق أن نثق به ونتوكل عليه في السر والعلن وأن نعمل بما جاء في حديث ابن عباس الشهير (( يَا غُلَامُ إِنِّي أُعَلِّمُكَ كَلِمَاتٍ احْفَظْ اللَّهَ يَحْفَظْكَ احْفَظْ اللَّهَ تَجِدْهُ تُجَاهَكَ إِذَا سَأَلْتَ فَاسْأَلْ اللَّهَ وَإِذَا اسْتَعَنْتَ فَاسْتَعِنْ بِاللَّهِ وَاعْلَمْ أَنَّ الْأُمَّةَ لَوْ اجْتَمَعَتْ عَلَى أَنْ يَنْفَعُوكَ بِشَيْءٍ لَمْ يَنْفَعُوكَ إِلَّا بِشَيْءٍ قَدْ كَتَبَهُ اللَّهُ لَكَ وَلَوْ اجْتَمَعُوا عَلَى أَنْ يَضُرُّوكَ بِشَيْءٍ لَمْ يَضُرُّوكَ إِلَّا بِشَيْءٍ قَدْ كَتَبَهُ اللَّهُ عَلَيْكَ رُفِعَتْ الْأَقْلَامُ وَجَفَّتْ الصُّحُفُ)) ..هذا الحديث ينبغي أن يدون  على قلوبنا ويحفظ ويدرس ويجعل دواء للأمراض المتعلقة بالخوف والهم والقلق ..

وفي الختام ..

تذكر قول أحدهم وقد أصاب في هذا الأمر كثيراً :

[ لا تتضايق إذا وجدت في حياتك بعض التقلبات ، هذا أمر صحي !

لأن حياتك مثل رسم تخطيط القلب ، إذا كان على خط واحد فهذا يعني أنك ميت ]

وتذكر دائماً وأبداً قول الباري جل في علاه : (مَا يَفْتَحِ اللَّهُ لِلنَّاسِ مِنْ رَحْمَةٍ فَلا مُمْسِكَ لَهَا وَمَا يُمْسِكْ فَلا مُرْسِلَ لَهُ مِنْ بَعْدِهِ وَهُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ) ..

وفقنا الله وإياكم لطاعته ورزقنا فوق ما نأمل وأعلى مما نطلب وجعلنا مباركين أينما كنا ودمتم بود ..

الجمعة، 13 يونيو 2014

طرقٌ جديدة..


"ينبغي للعاقل أن ينتهي لغاية ما يمكنه ، فلو كان يتصور للآدمي صعود السموات لرأيت من أقبح النقائض رضاه بالأرض "

                                                     ابن الجوزي

 

الطموح علامة على راجحة العقل ، ودليل على سمو النفس ، والكريم لا يرضى بالأقل ، ولا تجده بين سفاسف الأمور وخوارم المروءة والتي منها الرضى بالدون والتطلع لصغائر الأمور وخشية كبارها وعظائمها ..

وفي وقت تتسارع فيه وتيرة التقدم ، وينافسك على العلى أناس كثر على مختلف أجانسهم وأديانهم ومشاربهم ينبغي عليك أيها الموفق أن تسلك طرقاً مختلفة وترسم أهدافاً سامية تليق بك كفردٍ من خير أمةٍ أخرجت للناس ، ونحن على مشارف أفضل شهرٍ في السنة ، حريٌ بنا أن نخطط لاستغلال هذا الشهر المبارك أفضل استغلال وألا يكون حالنا كحالنا فيه في العام الماضي بل أفضل بكثير ..

تذكر رمضانك الماضي ودون أخطاءك وإيجابياتك وحاول تصحيح الأخطاء في هذا الشهر القادم ، عادة سيئة لديك فرصة للتخلي عنها في هذا الشهر ، قمت بعمل رائع العام الماضي كرره بطريقة أخرى وبإبداع أفضل ، نوافلك زدها ، صدقاتك.. أطرق أبواباً جديدة وسبلٌ شتى ، شخصيتك غيرها في هذا الشهر واستمر على ذلك ، فعلماء النفس يجمعون على أن واحد وعشرين يوم كفيلٌ بتعلم عادةٍ جديدة أو التخلص من عادة سيئة ..

لو لاحظنا أحبتي أننا في رمضان نكون مختلفين عن غيره من الأشهر وفي الحج نكون مختلفين تماماً وشخصياتنا جميلةً جداً ومعظمنا يقول : ليت السنة كلها رمضان  وليت السنة كلها حج لما يرى من تغيرٍ للأفضل .

ليلة القدر أعظم ليلة خطط لها من الآن وأدعو الله أن يبلغك إياها وأحبتك والمسلمين وأن يرزقكم عملاً صالحاً يرضاه ..

رمضان لا يأتي إلا مرة واحد كل عام ولعلنا  لا نبلغه هذا العام أو عام قابل لذا جدد النية وخططوا للخيرات فكما تعلمون نية المؤمن أبلغ من عمله وربنا أكرم الأكرمين يعطينا الكثير على العمل القليل فلنرِ الله من  أنفسنا خيراً ..

وفقنا الله وإياكم لطاعته ، ورزقنا فوق ما نأمل وأعلى مما نطلب وجعلنا مباركين أينما كنا ودمتم بود .