الأربعاء، 20 نوفمبر 2013

من صديقي ..؟!


كثيرٌ منا يتسأل ما معنى الصداقة ؟  وكيف أعرف أصدقائي؟ وكيف أكون صديقاً بكل ما تحمله  هذه الكلمة من معنى ، وهل ما نقرأه ونسمعه عن وفاء الأصدقاء حقيقة أم أسطورة من الأساطير  ، لأن الغالب في هذا الوقت يشكو جفاء الأصدقاء وندرة الوفاء ..!

الصداقة أكبر من أن أعبر عنها في سطور قليلة وأختزلها في كلمات بسيطة ، لأنها علاقة راقية لا يصح إطلاقها إلا على من يستحقها ، والأشخاص الذين نتعرف عليهم في حياتنا كُثر ،وكلٌ منا له شروط ومذاهب في اختيار صديقة ..

الصديق من  وجهة نظري المتواضعة ، هو من يكون أول شخص يواسيك وأول شخص يهنئك ، يفتقدك إن غبتك ويؤنسك إن استوحشت ويداويك إن تألمت ويشجعك إذا ترددت وينصحك إذا أخطأت ..

الصديق أكثر من رفقة دراسة أو عمل ، الصديق من يخفي حزنه كي لا تحزن ، ويساعدك دون أن يطلب مقابل ،ويدعو لك إن ضاقت عليك الأرض بما رحبت ، وضاقت عليك نفسك ، يدعوك للخيرات وينأ بك عن المنكرات ..

قد يكون والداً أو أخاً أو زوجاً أو  زميل عمل أو دراسة أو كتاب أو نفسك ذاتها ..!

نعم صادق نفسك.. أفعل لنفسك ما تحب أن يفعله صديقك لك كافأها عند الانجاز ، وارفعها عن سفاسف الأمور ومنكرات الأفعال ،  ولا تحملها فوق استطاعتها ، و طورها  وأمضي بها قدماً في مقدمة الناجحين والبارزين وضع لها بصمة يكتبها التاريخ ويرددها الأجيال ..

ولو سألتني كيف تكون صديقا بكل ما تحمله هذه الكلمة من معنى ، أجبتك بما أتبناه من مبادئ واتمناه في جميع أصدقائي وأسأل الله أن أتحلى بهذه الصفات وأكون كما أُريد أن يكون صديقي أولها وأهمها

ألا تكون  أنانيا،  تأخذ ولا تعطي ، وتريد السيطرة على صديقك، وأن يكون تبعاً لك ، فليس من حق صديقك عليك أن يكون تابعاً لك ، بل سر أنت وهو جنباً إلى جنب ..

 دعه يستمتع بهواياته في غير معصية الله وإلا انصحه ووجه ، استفد منه واجعله يستفيد منك ، كن أنت المبادر في دعوته للخيرات وما يعود عليه بالنفع في الدنيا والأخرة ..

 لا تجعله نسخة منك .. نعم توقف عن محاولة جعل صديقك نسخة منك فهو قطعاً يحب شخصيته ومن منا لا يحب شخصيته ركز على المشتركات ولا تسلط نظرك على الاختلافات ، فبئس الصداقة إن قامت على مثل هذا ..

شاركه اهتماماته ولو بالقليل تحدث عن ما يحب سماعه وناده بأحب الأسماء إليه كما كان رسولنا صلى الله عليه وسلم  يفعل مع أصحابه ، نبه على اخطاءه بطريقة غير مباشرة وحاول ألا تجرحه ، وتأدب معه  فأعظم ما يفرق بين الأصدقاء في نظري سوء الأدب ..  ولك أن تقرأ في سيرة رسولنا الكريم صلى الله عليه وسلم وصاحبه أبابكر رضي الله عنه  وحتماً ستجد جمال الصحبة التي يعجز الوصف عنها ..

 حُبَّ له ما تحب لنفسك فالله تعالى سيعطيك بإذنه أعظم مما تمنيت له ، اترك الحسد والغيرة فمن يفعلها ليس بصديق وإذا راودتك هذه الفكرة ادع لصديقك بأن يبارك الله له وتذكر إن استمريت على هذا الأمر فلا تستحق  أن تكون صديقا  أبداً ..

أحبب صديقك .. نعم أحبب صديقك وذلك لا يكون إلا بالاهتمام وما سواه لا يسمى حباً بل عبثاً وتخبطاً ولكن إياك واقتحام خصوصيات صديقك فهناك خطوطاً حمراء يجب أن تتوقف عندها ..

وختاماً أفعل ما تحب أن يفعله لك ولا تنتظر منه المقابل فأنت تريد أن تكون الأفضل دائما وإن انتظرت منه ذلك كنتما متساويين !!

 وأعلم أن الحياة ملئيه بالمواقف التي تكشف لنا الأصدقاء ، وقد نصدم أحيانا بعدم وجود أصدقاء حقيقين لنا ، و الطريقة الصحيحة لتجنب مثل ذلك هي بعد  دعاء الله بأن يرزقنا صحبة صالحة تعيينا على الخير ، أن لا يعول الإنسان  على أي شخص في هذه الدنيا بل يكِل  أموره جميعها لله جل في علاه ، ويتخذ القرآن صاحباً والسنة المطهرة رفيقاً ، والتحلي بالأخلاق العالية ديدنا وهاجساً ففي الجنة  منزلة عظيمة لمن حسن خلقه ، وتذكر دائماً أن

جمال الأخلاق كفيل بجعل أصدقاءك يتأثرون ببعض تصرفاتك بعد توفيق الله فكما تعلم  "كلُ قرينٍ بالمقارن يقتدي ".

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق