الخميس، 28 نوفمبر 2013

بقي 340 يوماً ..!!


 

كتبتُ بداية هذا العام المبارك 1435هـ مقالاً حثثتُ فيه نفسي ومن يقرأه على أهمية التخطيط ووضع الأهداف لما تتمنى تحقيقه  في هذا العام ،  مضى إلى الأن 25 يوما من أصل 365 يوماً ، وسؤالي لك بدايةً ماذا حققت خلال هذه الفترة ؟

 أكتب ما حققته خلال الخمس والعشرون يوماً الماضية ، وقطعاً هذه الفترة ليست  باليسيرة التي لا تستطيع تحقـيق إنجاز خلالها ! مثلا كم كتاباً قرأت وكم محاضرةً نافعةً استمعت ،وكم برنامجاً هادفاً تابعت، كم من النوافل أديت وكم آية حفظت وتدبرت  وكم ..وكم ..من الأهداف التي رسمتها أنجزت أو بدأت العمل فيها ..؟

الحياة قصيرة جداً وأقصر مما تتخيل، والأيام تمر بسرعة رهيبة ، فلا تدع لنفسك مجالاً لخلق الأعذار وصناعة المبررات لتقصيرك !  فكم من الناجحين حقق أحلامه في أقل من ذلك – أعني أقل من خمس وعشرون يوماً- وسأعطيك الدليل في أمر جميعنا نستصعبه ونرى من المستحيل أن نحققه في أقل من عام وهو تعلم لغة جديدة ، فأحد الصحابة رضوان الله عليهم أجمعين تعلم العبرية – لغة اليهود – في خمسة عشر يوما فقط بل وأصبح ترجمان رسول الله صلى الله عليه وسلم !!

ما رأيك الآن أليس التقصير من لدنك ؟ واللغة برئية من اتهامك لها بالصعوبة ؟ وكذلك كل أهدافك ؟

وإن كنت قد بدأت – وأجزم أنك فعلت ذلك لأنك في نظري من الناجحين - لكنك وجدت تضارباً في إدارة المهام و-اقصد بها هنا ما تريد تحقيقه- يعني تريد أن تقرأ كتاباً وتسمتع محاضرة وتحضر درسا وتحفظ سورة وتتعلم لغة  و..و.. ولكن لا تجد وقتا فأنا أختصر عليك الوقت وأعطيك حلاً جربته بنفسي  حدد وقت معينا لإنجاز هذه المهمة بمعنى اليوم قرر أن تقضي قرابة الساعة أو النصف ساعة في قراءة كتاب وشارك أصحابك ما استفدته من الكتاب  على سبيل المثال اقتباساً جميلاً استوقفك أو معلومة جديدة ، وانشره وما أكثر وسائل التواصل الاجتماعي فتكون استفدت وأفدت أصدقاءك ومن ثم مجتمعك وبالتالي أصبحت بحول الله عنصراً فاعلا يفخر بك مجتمعك ووطنك وأمتك أجمع  ، وغدا استمع لمحاضرة وأنت في طريقك للعمل أو الدراسة أو على سريرك أو وأنت تمارس تمارينك اليومية أو تغسل الأطباق في المطبخ !! وما أكثر الأجهزة صغيرة الحجم عظيمة الفائدة التي تملأ بيوتنا وأحيانا جيوبنا وحقائبنا  للاستماع لمثل هذه الأشياء ، وطبق ما سمعته من المفيد وأفد غيرك وهكذا وبعد غدٍ خصص وقتاً لحفظ بعض الآيات وقراءة تفسيرها وتدبرها وهلم جرا .. المعنى خصص وقتا لكل مهمة ولا تجعلها في يوم واحد ، واستفد وأفد غيرك , وقطعا لديك الكثير الكثير من الأفكار الجميلة والأفضل من اقتراحي هذا فقط فكر قليلاً ، وأترك غير ذلك من الأمور التي تشغلك دونما فائدة تعود عليك فالصّديق رضي الله عنه قال : (أصلح نفسك يصلح لك الناس) ، وأظن أنك فهمت قصدي دون حاجة للشرح ..

 ستقول الآن ، لكن إذا فـعـلت هكـذا فقد يطول الوقت وتنتهي السنة وأنا لم أحقق شيئا من أهدافي ؟

وسأرد عليك : أن تحقق ربع هذه الأهداف أو ثلثها خير من أن لا تحقق شيئا ، فهناك حكمة جميلة قالها كونفشيوس

 – الفيلسوف الصيني - : ( لا يهم أنك تمشي ببطء المهم ألا تتوقف ) وصدقني بعد مرور وقتاً يسيراً ستجد أنك اكتسبت عادات جيدة لم تتخيل أنك ستمارسها يوماً ما  ، فقط استمر واستمر و استمر و قطعاً ستحقق ما تريده فقط عليك بالصبر والمثابرة..

وختاماً أحب أن أشاركك جملة قرأتها وأثرت فيّ كثيراً لا أعلم قائلها ولكن  معناها عظيم وهي ( عش كل يوم في حياتك وكأنه اليوم الأخير فأحد الأيام سيكون كذلك ) وفعلاً لو طبقنا هذه القاعدة لوجدناها  نافعة جداً و لحثتنا على البعد عن طول الأمل وألغت مبدأ التسويف لدينا ،  وأحسن منها وأفضل وأجلّ،  آية في كتاب الله لا أظن أنك لم تتوقف عندها كثيراً وهي قول الباري جل في علاه في سورة النجم : [وَأَنْ لَيْسَ لِلْإِنْسَانِ إِلَّا مَا سَعَى * وَأَنَّ سَعْيَهُ سَوْفَ يُرَى * ثُمَّ يُجْزَاهُ الْجَزَاءَ الْأَوْفَى * وَأَنَّ إِلَى رَبِّكَ الْمُنْتَهَى ] ، فماذا أعددنا لمثل هذا ..؟

وفقك الله في كل أمر تفعله وبارك لك في وقتك وصحتك ودمت بود ..

الأربعاء، 20 نوفمبر 2013

من صديقي ..؟!


كثيرٌ منا يتسأل ما معنى الصداقة ؟  وكيف أعرف أصدقائي؟ وكيف أكون صديقاً بكل ما تحمله  هذه الكلمة من معنى ، وهل ما نقرأه ونسمعه عن وفاء الأصدقاء حقيقة أم أسطورة من الأساطير  ، لأن الغالب في هذا الوقت يشكو جفاء الأصدقاء وندرة الوفاء ..!

الصداقة أكبر من أن أعبر عنها في سطور قليلة وأختزلها في كلمات بسيطة ، لأنها علاقة راقية لا يصح إطلاقها إلا على من يستحقها ، والأشخاص الذين نتعرف عليهم في حياتنا كُثر ،وكلٌ منا له شروط ومذاهب في اختيار صديقة ..

الصديق من  وجهة نظري المتواضعة ، هو من يكون أول شخص يواسيك وأول شخص يهنئك ، يفتقدك إن غبتك ويؤنسك إن استوحشت ويداويك إن تألمت ويشجعك إذا ترددت وينصحك إذا أخطأت ..

الصديق أكثر من رفقة دراسة أو عمل ، الصديق من يخفي حزنه كي لا تحزن ، ويساعدك دون أن يطلب مقابل ،ويدعو لك إن ضاقت عليك الأرض بما رحبت ، وضاقت عليك نفسك ، يدعوك للخيرات وينأ بك عن المنكرات ..

قد يكون والداً أو أخاً أو زوجاً أو  زميل عمل أو دراسة أو كتاب أو نفسك ذاتها ..!

نعم صادق نفسك.. أفعل لنفسك ما تحب أن يفعله صديقك لك كافأها عند الانجاز ، وارفعها عن سفاسف الأمور ومنكرات الأفعال ،  ولا تحملها فوق استطاعتها ، و طورها  وأمضي بها قدماً في مقدمة الناجحين والبارزين وضع لها بصمة يكتبها التاريخ ويرددها الأجيال ..

ولو سألتني كيف تكون صديقا بكل ما تحمله هذه الكلمة من معنى ، أجبتك بما أتبناه من مبادئ واتمناه في جميع أصدقائي وأسأل الله أن أتحلى بهذه الصفات وأكون كما أُريد أن يكون صديقي أولها وأهمها

ألا تكون  أنانيا،  تأخذ ولا تعطي ، وتريد السيطرة على صديقك، وأن يكون تبعاً لك ، فليس من حق صديقك عليك أن يكون تابعاً لك ، بل سر أنت وهو جنباً إلى جنب ..

 دعه يستمتع بهواياته في غير معصية الله وإلا انصحه ووجه ، استفد منه واجعله يستفيد منك ، كن أنت المبادر في دعوته للخيرات وما يعود عليه بالنفع في الدنيا والأخرة ..

 لا تجعله نسخة منك .. نعم توقف عن محاولة جعل صديقك نسخة منك فهو قطعاً يحب شخصيته ومن منا لا يحب شخصيته ركز على المشتركات ولا تسلط نظرك على الاختلافات ، فبئس الصداقة إن قامت على مثل هذا ..

شاركه اهتماماته ولو بالقليل تحدث عن ما يحب سماعه وناده بأحب الأسماء إليه كما كان رسولنا صلى الله عليه وسلم  يفعل مع أصحابه ، نبه على اخطاءه بطريقة غير مباشرة وحاول ألا تجرحه ، وتأدب معه  فأعظم ما يفرق بين الأصدقاء في نظري سوء الأدب ..  ولك أن تقرأ في سيرة رسولنا الكريم صلى الله عليه وسلم وصاحبه أبابكر رضي الله عنه  وحتماً ستجد جمال الصحبة التي يعجز الوصف عنها ..

 حُبَّ له ما تحب لنفسك فالله تعالى سيعطيك بإذنه أعظم مما تمنيت له ، اترك الحسد والغيرة فمن يفعلها ليس بصديق وإذا راودتك هذه الفكرة ادع لصديقك بأن يبارك الله له وتذكر إن استمريت على هذا الأمر فلا تستحق  أن تكون صديقا  أبداً ..

أحبب صديقك .. نعم أحبب صديقك وذلك لا يكون إلا بالاهتمام وما سواه لا يسمى حباً بل عبثاً وتخبطاً ولكن إياك واقتحام خصوصيات صديقك فهناك خطوطاً حمراء يجب أن تتوقف عندها ..

وختاماً أفعل ما تحب أن يفعله لك ولا تنتظر منه المقابل فأنت تريد أن تكون الأفضل دائما وإن انتظرت منه ذلك كنتما متساويين !!

 وأعلم أن الحياة ملئيه بالمواقف التي تكشف لنا الأصدقاء ، وقد نصدم أحيانا بعدم وجود أصدقاء حقيقين لنا ، و الطريقة الصحيحة لتجنب مثل ذلك هي بعد  دعاء الله بأن يرزقنا صحبة صالحة تعيينا على الخير ، أن لا يعول الإنسان  على أي شخص في هذه الدنيا بل يكِل  أموره جميعها لله جل في علاه ، ويتخذ القرآن صاحباً والسنة المطهرة رفيقاً ، والتحلي بالأخلاق العالية ديدنا وهاجساً ففي الجنة  منزلة عظيمة لمن حسن خلقه ، وتذكر دائماً أن

جمال الأخلاق كفيل بجعل أصدقاءك يتأثرون ببعض تصرفاتك بعد توفيق الله فكما تعلم  "كلُ قرينٍ بالمقارن يقتدي ".

الاثنين، 11 نوفمبر 2013

كلٌ مبتلى ..!

نستيقظ صباحاً ونمضي في ميادين الحياة ، منا السعيد ومنا دون ذلك ومنا البائس الحزين ، هذا فيما يظهر لنا ، فرُب سعيدٍ معاقب بنعمته ورب بائس حزينٍ مرفوعٌ له في درجته ، فقد تكون المنحة محنة والمحنة منحة وكلٌ مبتلى ..
إنَّ الإبتلاء سنةٌ ماضية ، لن ينجو منها فاسد أو صالح   ، وهو في الصالحين أكثر وعلى رأس الصالحين أئمتهم رسل الله تعالى صلوات الله وسلامه عليهم أجمعين ثم الأمثل فالأمثل، والفرق يكمن في كيفية تقبلك لهذا الإبتلاء ..
والسواد الأعظم منا في هذا الزمان بعد أن  تملكت الدنيا قلوبنا، وشُغْلنا بها ،يحزن للأمر البسيط وتضيق عليه الأرض بما رحبت لفقد الشيء اليسير ..
 ولم نترك شخصاً نعرفه إلا شكونا له بل ربما لبكينا أمامه وهو فقير فأصبحنا كما يقول أحد الدعاه "فقراء يشتكون إلى فقراء" ونسينا أن نشكو لـ((من بيده ملكوت كل شيء وهو على كل شيء قدير )) .. ولم نصبر ولم نحتسب كما كان قدوتنا ﷺ..
فهاهو سيد المرسلين وقائد الغر المحجلين ﷺ يعود من بدر منتصراً ، فيفاجأ بوفاة ابنته-رضي الله عنها- ، ويصبر ويحتسب !
وكان أكثر الناس تبسماً ، ويموت جميع أبناءه عدا فاطمة -رضي الله عنها- في حياته  ولم يزل صابراً محتسباً راضياً بقضاء الله وقدره صلوات ربي وسلامه عليه ..

إلى أين نسير ، وفي أي سبيل نمضي؟!
 أضحت حياتنا شكوى في شكوى منذ أن نصبح إلى أن نمسي .. !! 
وجوهنا عابسه ، وارواحنا وعزائمنا خائره ،
ولا نزداد مع كل شكواً للخلق إلا الهم والغم!!
نحتاج لوقفة مع انفسنا ليعود إليها صوابها، فنقتدي برسولنا ﷺ وتُزال بإذن الله مشاكلنا ونُرضي قبلها ربنا ، قال تعالى :﴿ لقد كان لكم في رسول الله أسوة حسنة ﴾ 
و يقول جل في علاه : ﴿ قل إن كنتم تحبون الله فاتبعوني يحببكم الله  ﴾ .. فحريٌ بك كما حرصت على الاقتداء به ﷺ في أعمال الجوارح أن تقتدي به في أعمال القلوب ، وهنيئاً لمن طبق هذا الأمر قبل أن يقرأ هذه السطور ، وهنيئاً أكثر لمن طبقها بعد قراءتها فقد استيقظ من سبات عميق مليء بالأحلام المزعجة ..
  رزقنا الله وإياكم رضاه وأدخلنا الجنة بغير حساب ولا سابق عذاب ..

السبت، 2 نوفمبر 2013

1435هـ على الأبواب ..

عامٌ مضى بكل ما فيه ، أفراح ، وأحزان ونجاح يقابله فشل ، وهكذا ..
وعامٌ قادم ، لانعلم ماذا يُخبأ لنا فيه ، لكن نعلم يقيناً أن لنا ربٌ أرحم بنا من أنفسنا ، عند ظننا فيه ، يحقق أحلاماً ، ويستجيب دعاءً ، ويرزق من يشاء بغير حساب.. 
كل ما عليك الآن .. احضار ورقة وقلم أو استخدم ملاحظات هاتفك ..
أكتب أمور تتمنى أن تفعلها قبل أن تموت ..
وصفات أعجبتك في آخرين تتمنى أن تكون صاحبها يوماً من الدهر..
ومهارات تتخيل أن تمتلكها وتعلمها لغيرك فتكون تركت علماً ينتفع به ..
وأكتب وأكتب وأكتب ما يتمناه قلبك ..
وعلى الجانب الآخر أكتب أخطاء فعلتها في الماضي أو الحاضر وصفات تكرهها في شخصيتك وأمور تتمنى التخلص منها ..
الآن توقف عن الكتابة وتخيل لو تحقق ما كتبت ما هي مشاعرك ؟! أظن أنك لن تستطيع وصفها أبداً...أليس كذلك ؟! 
السنة ٣٦٥ يوم تستطيع بإذن الله أن تحقق على الأقل ثلاث أهداف من أهدافك وتتخلص بنفس العدد من الأمور التي لاترغب فيها وتصلح الأخطاء خلال هذه الفترة .. 
وإذا استحالت عليك فكرة تحقيقها فتذكر كم من العادات التي تعلمتها خلال العام الماضي واعتدت عليها ولم تشعر ولو كانت ضمن أهدافك للعام الماضي لاستصعبت فعلها خلال ٣٦٥يوماً ..
ويمكنك فعل ذلك في أقل من هذه الفترة ..
لن أملي عليك الكثير من النصائح ولن أطيل القول في أمرٍ تعرفه وأعرفه تمام المعرفة !!
عمرك لاتعلم متى ينتهي ، وأعلم يقيناً أن كل شخص يريد ترك أثر وإنجاز في هذه الحياة ، وبعد مماته ، لكن الأمر ليس بالسهولة التي نتصورها ، بل لابد من أهداف ترسم وخططٍ توضع وعملٍ دؤوب مستمر وصبر فلا الطريق ميسر ، ولا الحياة سهلة للغاية ،   وكل أمرٍ له ثمن .. 
وإن كنت لاتعرف كيف تضع خطة أو كيف تحدد هدفاً فانصحك بالقراءة في هذا الموضوع أكثر ولن أقول أفتح كتاباً فقد تكون ممن لايحب الكتب أو يتكاسل عن قراءة كتاب ، هاتفك بين يديك يمكنك النقر على لوحة المفاتيح والبحث في أحد محركات البحث فستجد المواضيع الرائعة حول وضع الأهداف والخطط والأفكار الملهمة التي ستزيدك بإذن الله حماساً والتجارب الرائعة التي ستشعل روح الانجاز في نفسك .. 
وستبدأ هذا العام بشخصية غير شخصتك في العام الماضي ، شخصية ملؤها النجاح والتفاؤل والعمل والانجاز وإياك إياك أن تحتقر نفسك وتقلل من قدراتك فربنا جل في علاه يقول : ( ولقد كرمنا بني آدام وحملناهم في البر والبحر ورزقناهم من الطيبات وفضلناهم على كثيرٍ ممن خلقنا تفضيلاً) ، وأنت وفقك الله تستحق النجاح والانجازات ، وكل أمرٍ جميل تتمناه ، فقط قم واعمل واجتهد واصبر واصبر واصبر ، وقبل كل شيء أحسن الظن بربك .. فسر تكلأك عناية الله وحفظه ..